الأهرام المصرية 

السبت 24 أكتوبر 2009

أعلن الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار أن أداء السوق المصرية مازال جيدا بالرغم من الأزمة المالية العالمية مؤكدا أن الإصلاحات التي تمت في مختلف القطاعات وفي مقدمتها القطاع المالي كانت مساندة للإقتصادخلال الازمة‏.‏

واعلن الوزير في تصريحات صحفية علي هامش‏'‏ يوم البورصة المصرية في لندن‏'‏ أن الحكومة بصدد ضخ‏10‏ مليارات جنيه جديدة في إطار برنامج التحفيز الإقتصادي تخصص لمشروعات المياه والصرف الصحي وسيتم عرضها علي مجلس الوزراء لإقرارها‏.‏كما أكد برنامجا يتضمن ثلاثة أهداف سيتم التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة الأول خاص بتفعيل سوق السندات والثاني تطوير بورصة العقود والثالث استكمال المرحلة الثانية من الاصلاح المالي‏.‏

وأعلن أن نجاح المنتديات الخاصة بالتعريف بالإستثمار في البورصة المصرية دعا إلي تكرار عقد هذه المنتديات في مناطق مختلفة تمثل اسواق المال العالمية مشيرا الي عقد‏'‏ يوم للبورصة المصرية في هونج كونج‏'‏ في مارس المقبل‏.‏ وقال الوزير في تصريحات علي هامش الاحتفال بمنتدي‏'‏ يوم البورصة المصرية في لندن‏'‏ الذي استضافته بورصة لندن علي مدي يومين إن مثل هذه اللقاءات تساهم في التعريف بالسوق المصرية وفرص الإستثمار والأدوات المالية الجديدة

كما أنها فرصة لإلقاء الضوء حول السياسات الإقتصادية بصفة عامة والتطورات القطاعية‏.‏ واضاف أن منتدي لندن يعقد للمرة الثانية وكان لمنتدي العام الماضي نتائج ايجابية كبيرة‏,‏ مشيرا الي ان بورصة لندن مسجل بها عدد من الشركات المصرية‏.‏ وقال انه حرص علي توصيل رسالة مفادها تمسك السياسة المصرية بالإعتماد علي القطاع الخاص وتنظيم الأسواق وضمان حرية المعاملات والرقابة المحكمة والمنظمة والتي تولد قدرا عاليا من الثقة في الأداء الإقتصادي‏.‏

واضاف أن الإجراءات التي تم تطبيقها علي مدي السنوات الخمس الماضية ساهمت في زيادة معدلات النمو من‏3%‏ سنويا الي‏7%‏ قبل الأزمة المالية العالمية واستمرت معدلات النمو ايجابية بالرغم من الأزمة لتصل العام الماضي الي‏4.7%‏ متوقعا أن تدور معدلات النمو مابين‏5‏ الي‏5.5%‏ العام الجاري‏.‏ وأشار الي ان ميزة هذا النمو لاتكمن في الرقم ولكن في التنوع الذي تحقق علي المستوي القطاعي والجغرافي مشيرا الي نمو قطاعات مثل التنمية العمرانية بما يتراوح بين‏14%‏ الي‏16%‏

كما نمت قطاعات أخري مهمة مثل قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأيضا قطاع الخدمات المالية بفضل الإصلاحات التي تمت في الجهاز المصرفي وفريق العمل الذي يقوده الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي حيث أدي تدعيم الرقابة الي زيادة الثقة اضافة الي التطور الكبير في بنية المؤسسات المالية غير المصرفية وما تم من خطوات منها توحيد جهات الرقابة في هيئة واحدة وقد ادي هذا المناخ الإيجابي لزيادة الاستثمارات الخاصة من‏35‏ مليار جنيه الي‏134‏ مليار جنيه قبل الأزمة تمثل‏15%‏ من الناتج المحلي الإجمالي والي‏113‏ مليار جنيه بعد الأزمة تمثل‏11%‏ من الناتج المحلي الإجمالي

ومتوقع أن تعود الي مسارها السابق لتتراوح بين‏125‏ مليار و‏135‏ مليار جنيه مستقبلا‏.‏ وقال أن هذه الاستثمارات شهدت تنوعا جغرافيا بالاهتمام بمناطق جديدة مثل الصعيد معلنا أنه خلال أسابيع سيصل الغاز الطبيعي إلي المنطقة الصناعية بأسوان لتكون المنطقة من بني سويف الي اسوان متمتعة بأكبر قدر من الخدمات‏.‏

واشار الي أن الإستثمارات الأجنبية بدورها شهدت طفرة كبيرة لترتفع من ملياري دولار الي نحو‏13‏ مليار دولار قبل الأزمة وشهدت تراجعا خلال العام الماضي عام الأزمة الي‏8‏ مليارات دولار إلا أن الرقم المستهدف مازال‏10‏ مليارات دولار تمثل متوسط الإستثمارات الوافدة خلال السنوات الثلاث الماضية‏.‏ وتمثل الاستثمارات الأجنبية نحو‏8%‏ من الناتج المحلي الإجمالي كمتوسط علي مدي السنوات الثلاث الأخيرة‏.‏

وقال ان الاستثمارات الأجنبية شهدت بدورها تنوعا قطاعيا بعد أن كان‏80%‏ منها في قطاع البترول والطاقة تراجع نصيب هذا القطاع لصالح قطاعات أخري متنوعة من الإقتصاد المصري‏.‏

واشار الوزير إلي استهداف ثلاثة برامج في الإثني عشر شهرا المقبلة الاول يتمثل في تفعيل سوق السندات والتداول عليها بالعملة المحلية سواء تلك التي تصدرها الحكومة أو السندات التي تصدرها المؤسسات وهناك تعاون مع كل من البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية الي جانب البنك المركزي والبنوك الكبري وبيوت الخبرة في مجال الإستثماروهيئة الرقابة المالية وشركة مصر للمقاصة والبورصة المصرية وذلك بتنسيق من وزارة الإستثمار والمشروع الثاني من البرنامج يتمثل في تطوير بورصة العقود وبحيث يسترشد بها المنتج في تسعير السلع الزراعية والصناعية‏.‏ و الثالث من البرنامج يتمثل في استكمال المرحلة الثانية من الإصلاح المالي سواء المصرفي أو في المؤسسات غير المصرفية والذي يمتد من عام‏2009‏ الي‏.2012‏

وفي كلمته الإفتتاحية في الجلسة الأولي لإطلاق أعمال المنتدي قال أن الحكومة المصرية مستمرة في برنامجها الإصلاحي وأن الإقتصاد المصري بفضل هذه الإصلاحات أصبح أكثر اعتمادا علي الذات وأقل اعتمادا علي الحكومة وذلك بفضل اجراءات تحرير التجارة والإستثمار كما اصبح هذا الإقتصاد قادرا علي الحركة والنمو دون إجراءات للحماية كما في السابق‏.‏ واشار الي أن هذه الإصلاحات تم اختبارها بعدة أزمات تبدأ باللغة الإنجليزية بحرف‏'‏ الإف‏'‏ بدءا من ازمة الطاقة الي أزمة الغذاء وأخيرا الأزمة المالية العالمية فيما لم يتضح تأثير لازمة أنفلونزا الطيور والخنازير التي تم إتخاذ اجراءات احترازية لحماية البلاد منها‏.‏وأنه تم التعامل بنجاح مع هذه الأزمات وتقليل تأثيراتها الي الحد الأدني مؤكدا ان معدل البطالة لازال‏9.5%‏ ومتوقعا انخفاضه الي نحو‏8.2%‏ وأن مصر لازالت الأولي في شمال افريقيا والثالثة إفريقيا من حيث تدفق رأس المال الأجنبي المباشر اليها‏.‏

واشار في كلمته إلي التدابير العالمية التي تم اتخاذها لمواجهة الأزمة المالية العالمية وكان أخرها قمة مجموعة السبع في لندن في ابريل الماضي الي جانب اجتماعات مجموعة العشرين وذلك لبحث الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع مثل هذه الأزمات مستقبلا أو الحد من ظهورها موضحا انه لازال الوقت مبكرا للتحدث عن تعافي الاقتصاد العالمي من تأثيرات الأزمة المالية العالمية مؤكدا عددا من النصائح منها لاعودة لإجراءات الحماية وعدم شراء الأصول عالية المخاطر والحذر‏.‏

وكان الوزير قد افتتح اليوم المصري ببورصة لندن بدق جرس بدء تعامل البورصة في احتفالية شارك فيها مسئولي بورصة لندن والشركات المصرية والأجنبية المشاركة‏.‏

كما عرض ماجد شوقي رئيس البورصة المصرية ورقة حول الإجراءات التي تمت لتطوير أداء البورصة المصرية والمنتجات الجديدة بها وقال ان السوق المصرية مازال نشيطة بالرغم من الأزمة وان أداءها جيد‏.‏ وقال أنه تم خلال العام الماضي وضع الأليات التي تمكن المستثمرين الأجانب من الدخول والخروج السريع للتعامل في الأوراق المالية المصرية إضافة الي قواعد قيد وتسجيل جديدة للشركات الأجنبية في البورصة المصرية وانه لاقيود علي الشركات الأجنبية في القيد ولا من حيث راس المال أو الأرباح ولا بالنسبة للضرائب علي توزيعات الارباح الرأسمالية

كما أن العمولات في السوق المصرية هي الأكثر تنافسية علي مستوي الشرق الأوسط وإفريقيا‏.‏ وأضاف ان هناك‏5‏ شركات تم تسجيلها في بورصة النيل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وأن هناك‏22‏ شركة مؤهلة لتقديم النصح للشركات المسجلة في بورصة النيل‏.‏ وقال انه لمزيد من الشفافية في المعلومات تم التعاون مع بورصة‏'‏ نازداك‏'.‏ وقال أن السوق تأثر قليلا خلال الأزمة غير أن المعدلات عادت الي الاستقرار حيث عاد راس مال السوق للإرتفاع ليصل الي‏63%‏ من الناتج المحلي الإجمالي كما ارتفعت قيمة التعاملات في الفترة من يناير الي منتصف اكتوبر الماضي الي‏52‏ مليار دولار وارتفع حجم التعاملات الي‏31‏ مليار ورقة‏.‏

كما القي زافير روليت الرئيس التنفيذي لبورصة لندن كلمة أكد فيها علي أهمية هذا اللقاء الذي يعقد للعام الثاني علي التوالي وأن بورصة لندن تفخر بأن هناك‏11‏ شركة مصرية مسجلة بها وقال أن كل العالم عاني من الأزمة المالية العالمية إلا أن هناك أخبارا طيبة خلال الشهور الثلاثة الماضية مع تقارير صندوق النقد عن قرب التعافي ومعاودة الاقتصاد العالمي للنمو الإيجابي‏.‏ وقال ان مثل هذه اللقاءات يكفل الحوار بين الشركات المصرية والمستثمرين البريطانيين‏.‏ وفي بداية اللقاء تحدث شريف كرارة العضو المنتدب للمجموعة المالية المصرية لشركات السمسرة عن نجاح‏'‏ يوم البورصة المصرية في لندن‏'‏ للعام الثاني وتنظيم‏175‏ مقابلة ثنائية مع المستثمرين البريطانيين والشركات المصرية المشاركة والتي يصل عددها الي‏13‏ شركة تضم كبريات الشركات المصرية واكثرها نشاطا في السوق‏.‏

وفي كلمته الافتتاحية أكد ياسر الملواني رئيس المجموعة المالية المصرية أن المجموعة حرصت للعام الثاني علي تنظيم هذا اللقاء بالتعاون مع البورصة المصرية وبورصة لندن‏,‏ مؤكدا ان مصر مستمرة في سياسات الإصلاح وأنها السوق الناشئة الاكثر جاذبية للاستثمار في المنطقة خلال السنوات الأخيرة‏.‏ بينما اوضح في تصريحات صحفية علي هامش اللقاء الي أن المجموعة نظمت قبل لقاء لندن يوما للبورصة المصرية في نيويورك‏.‏ تحت عنوان‏'‏ مانهاتن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عقد مؤتمر استمر علي مدار يومين بين القيادات التنفيذية في ثلاث وعشرين شركة رائدة من سبع دول عربية وكبري المؤسسات الإستثمارية بأمريكا الشمالية‏.‏

ويعد المؤتمر هو أكبر حدث من نوعه تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية حيث يهدف إلي البحث وتحديد الفرص الإستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتم خلاله أكثر من‏300‏ مقابلة بين الشركات المصرية المشاركة والمستثمرين الأمريكيين من كبريات الشركات الأمريكية‏.‏ وتقوم المجموعة المالية هيرميس بتنظيم المؤتمر بالتعاون مع شركة‏'‏ ارباخ بريزون‏',‏ وهي واحدة من الشركات العالمية الرائدة في مجال السمسرة في الأوراق المالية وتخدم احتياجات المؤسسات الإستثمارية الأمريكية الضخمة‏.‏ ويشير هذا التعاون بين اثنين من الشركات الرائدة في السوق إلي القدرة علي جمع المستثمرين المحترفين ومصادر رؤوس الأموال التي تحتاجها استثماراتهم‏.‏

من جانبه صرح شريف كرارة‏,‏ العضو المنتدب للمجموعة المالية هيرميس للسمسرة في الأوراق المالية‏,‏ قائلاي‏'‏ لازالت أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدم بعضاي من أهم الفرص الإستثمارية في الأسواق الناشئة‏,‏ ولكن لتحديدها يتعين علي المستثمرين التزود بالمعلومات والبيانات الفعلية‏,‏ والتعامل فقط مع شركات السمسرة التي تتمتع بهذه البيانات والمعرفة بالأسواق المحلية‏,‏ إلي جانب الخبرات العالمية في مرحلة التنفيذ‏'.‏ وأضاف أنه تم استضافة أربع وعشرين شركة مدرجة في مدينة نيويورك الأمريكية‏'‏لحضور الملتقي من‏7‏ دول عربية‏.‏

وأضاف كرارة قائلا‏'‏ يعد مثل هذا التواصل المباشر مع الإدارات التنفيذية بالشركات العربية من الأمور الأساسية التي يهتم بها المستثمرون في الخارج لدعمها القرار الإستثماري في أسواق الأسهم في العالم العربي‏.‏ كما أن هذه المؤتمرات تعد فرصة لا مثيل لها بالنسبة للشركات الإقليمية الرائدة لدعم العلاقات مع مديري الصناديق الإستثمارية‏,‏ والعمل علي تحديد وخلق الفرص الإستثمارية الواعدة في الصناعات والأسواق الإقليمية بشكل مباشر‏'.‏

وتابع كرارة قائلا‏'‏ ولقد جاء الأداء القوي لسوق الأسهم المصرية‏,‏ والتي تعد من أفضل الأسواق أداءي في الشرق الأوسط‏,‏ بمثابة تأكيد علي أهمية السوق المصرية وقدرة الإقتصاد المصري علي تخطي الأزمة العالمية بشكل جيد‏.‏ ولذلك فقد حرصنا علي جمع بعض من أهم الشركات المدرجة بالبورصة المصرية مع مديري الصناديق الإستثمارية التي لديها حجم أعمال كبير في المنطقة‏'.‏ وتعد اجتماعات ومؤتمرات نيويورك ولندن جزءا من البرنامج المستمر الخاص بالمجموعة المالية هيرميس لإطلاع المستثمرين العالميين علي الفرص المتميزة في المنطقة‏.‏ ولقد قامت المجموعة المالية هيرميس مؤخرا بتنظيم يوم أسواق المال للبنوك وشركات الخدمات المالية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‏,‏ بالإضافة إلي تنظيمها يوما لأسواق المال السعودية ببورصة لندن‏.‏

وذلك إلي جانب مؤتمر‏One-on-One‏ البارز الذي تعقده المجموعة المالية هيرميس في شهر مارس من كل عام بمدينة شرم الشيخ المصرية‏,‏ والتي تعد مقصدا بارزا للمؤتمرات الدولية‏.‏ كما تقوم المجموعة أيضا بتنظيم الجولات باستمرار في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك الزيارات الخاصة بالشركات الإقليمية‏.‏

0 تعليقات