القاهرة - سجلت مؤشرات البورصة المصرية هبوطا حادا لدى إغلاق تعاملات الثلاثاء مدفوعة بعمليات بيع مكثفة للعرب قابلها مشتريات قوية للمستثمرين الاجانب ومستثمرين مصريين وسط تعاملات سيطر عليها القلق بعد صدور تقارير فنية من شركة المجموعة المالية هيرميس بشان هبوط السوق وهو ما لقى إنتقادات حادة من جموع الخبراء بالسوق.

وأنهى مؤشر البورصة المصرية الرئيسي إيجي إكس 30 تعاملات اليوم على هبوط بلغ 48ر243 نقطة بما نسبته 1ر4 فى المائة وهو ثاني أكبر هبوط للمؤشر خلال 2009 ليصل إلى 53ر5620 نقطة، فيما هوى مؤشر إيجي إكس 70 الذي يقيس أداء أنشط الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 3ر4 فى المائة مغلقا عند 68ر620 نقطة بعد تداولات بلغت نحو 5ر1 مليار جنيه.

وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية باكثر من 700 نقطة فى الايام الأربعة الاخيرة بنسبة تزيد عن 9 فى المائة وإنتقد خبراء ومحللون بالسوق مضمون التقرير الصادر عن شركة المجموعة المالية هيرميس والذى توقع هبوط المؤشر إلى مستوى 4800 نقطة، معتبرين أنه لا يوجد أسباب من شأنها أن تدفع المؤشر لهذا الهبوط الحاد.

وأكدوا أن كافة المؤشرات الاقتصادية للدولة جيدة بعدما أثبت الاقتصاد المصري قدرته على التعافي فى مواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية، مشيرين فى ذات الوقت إلى أن أداء الشركات المصرية على المستوى المالي جاء جيدا ويفوق التوقعات وهو ما يدعوا لاعادة النظر فى مضمون تقرير هيرميس. 

وقال عيسى فتحي خبير أسواق المال ان شركة هيرميس تعد من كبريات الشركات العاملة فى السوق المصرية بما يجعل رؤيتها للسوق مؤثرة فى إتجاهات مختلف المستثمرين خاصة لما تملكه من محافظ وصناديق إستثمارية ضخمة عربية ومحلية وأجنبية.

وأضاف أن نفس الشركة أصدرت قبل أيام معدودة تقريرا مشابها لكنها توقعت فيه صعود مؤشر البورصة لمستويات 6600 نقطة ثم 7200 نقطة وهو ما لم يحدث وهو ما يضع علامات إستفهام كثيرة حول تقارير هيرميس والمغزى منه خاصة إذا ما كانت أغلب المبيعات من المستثمرين العرب فى الايام الماضية تمت عن طريق هيرميس.

وطالب بضرورة قيام الجهات الرقابية بالتحقيق فى مثل هذه التقارير لمنع أي تلاعب وتدليس قد يحدث فى السوق وحتى لا يتكرر ما حدث عام 2006 عندما أصدرت شركات كبرى تقارير فنية سلبية حول أداء البورصة المصرية ثم إكتشف فيما بعد أن هدفها كان الحصول على عملاء كبار بالسوق.

وشدد على أهمية عدم ترك السوق لأهواء المحللين والشركات لتقوم الشركة التى أخرجت عملائها من السوق بالضغط على جموع المستثمرين بالبيع حتى تهبط الاسعار كي تقوم بعمليات شراء واسعة تقوم بعدها بإصدار تقارير إيجابية حول السوق.

وأكد أن المتعاملين بالبورصة المصرية لديهم الخبرة الكافية الان لتحليل مثل تلك التقارير، معتبرا ان أي هبوط للسوق يعد بمثابة فرص ذهبية للشراء وهو ما تقوم به مؤسسات كبرى حاليا ربما تكون منها الشركة التى أصدرت التقارير السلبية، وخير دليل على ذلك عمليات الشراء المتواصلة من قبل المستثمرين الاجانب.

وأبدى فتحى دهشته من هبوط أسعار العديد من الاسهم بأكثر من 50 فى المائة فى 3 جلسات تقريبا بفعل حالة الارتباك التى أصابت المستثمرين الافراد مما حولهم للبيع العشوائي، مشيرا إلى أن مثل هذه التقارير توقف عمليات الشراء كما أنها تزيد الضغط على السوق من خلال عمليات البيع.

ومن جهته أشار ياسر سعد رئيس مجلس إدارة شركة الاقصر لتداول الاوراق المالية إلى أن على المستثمرين بالبورصة المصرية التعلم جيدا من الدرس الذى شهدته الاسواق العالمية والتى أثبتت الأيام عدم وجود أمانه من قبل مؤسسات مالية كبرى مثل ميريل لينش وستاندرد اند بورز والتى ثبت أنها كانت تمد المستثمرين بمعلومات مضللة.

وتوقع محمد معاطي محلل أسواق المال أن تتعافى السوق خلال اليومين المقبلين ليستهدف المؤشر مستويات 5950 ثم 6050 نقطة، مشيرا إلى انه لا يوجد مؤشرات حتى الان تؤكد إمكانية هبوط السوق نحو مستوى 4800 نقطة.

وشهدت أسعار الاسهم بالبورصة المصرية هبوطا حادا خلال تعاملات اليوم حيث هبطت أسعار أسهم نحو 167 شركة، فيما لم ترتفع سوى أسهم 10 شركات فقط من إجمالي أسهم 180 شركة جرى التعامل عليها اليوم.

وعم الهبوط الاسهم الكبرى والقيادية والصغيرة والمتوسطة وأسهم المضاربات بلا إستثناء وأن شهدت تعاملات اليوم عمليات واضحة لاقتناص الفرص من قبل المستثمرين الاجانب والمستثمرين المحترفين.

وأوضحت بيانات الموقع الإلكترونى للبورصة المصرية أن المستثمرين الافراد استحوذوا اليوم على 1ر60 في المائة من إجمالي التداولات، بالسوق فيما شكلت تعاملات المؤسسات 9ر39 في المائة.

وأشارت البيانات إلى أن المتعاملين المصريين استحوذوا اليوم على 6ر76 فى المائة من إجمالى التعاملات، فيما سجلت تعاملات العرب 4ر11 في المائة والأجانب 12 في المائة.

ولدى إقفال امس، استحوذ المستثمرون الافراد على 5ر65 في المائة من إجمالي التداولات بالسوق فيما شكلت تعاملات المؤسسات 5ر34 في المائة.

وأظهرت بيانات الموقع الإلكتروني للبورصة المصرية أن قيمة مشتريات المستثمرين العرب اليوم بلغت نحو 34ر90 مليون جنيه، فيما سجلت مبيعاتهم 51ر236 مليون جنيه وذلك بصافى بلغ حوالى نحو 17ر146 مليون جنيه لصالح البيع.

كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين الأجانب اليوم نحو 24ر203 مليون جنيه، وسجلت مبيعاتهم حوالى 56ر143 مليون جنيه ، وذلك بصافي بلغ نحو 68ر59 مليون جنيه لصالح الشراء.

وعلى صعيد المساهمة القطاعية بالبورصة المصرية اليوم، أظهرت بيانات الموقع الإلكتروني للبورصة استحواذ قطاع "العقارات" على ما نسبته 19ر15 في المائة بقيمة 647ر192 مليون جنيه.

واستحوذ قطاع "اتصالات" على ما نسبته 75ر13 فى المائة بقيمة 367ر174 مليون جنيه، فيما استحوذ قطاع "منتجات منزلية وشخصية" على ما نسبته 79ر12 في المائة بقيمة 222ر162 مليون جنيه.

وساهم قطاع"التشييد وموادالبناء" بنسبة 73ر12 في المائة بقيمة 424ر161 مليون جنيه، واستحوذ قطاع "خدمات مالية (باستثناءالبنوك)" على ما نسبته 64ر11 في المائة من إجمالي تداولات السوق مسجلا 607ر147 مليون جنيه.

كما ساهم قطاع"بنوك" بنسبة 28ر9 في المائة من إجمالي التعاملات مسجلا 694ر117 مليون جنيه، وساهم قطاع "خدمات ومنتجات صناعية وسيارات" على ما نسبته 84ر6 فى المائة من إجمالي التعاملات مسجلا 686ر86 مليون جنيه.

وساهم قطاع "أغذية ومشروبات" بنسبة 17ر5 فى المائة من إجمالي التعاملات مسجلا 587ر65 مليون جنيه، وقطاع "مواردأساسية" بنسبة 87ر4 فى المائة بقيمة 686ر61 مليون جنيه.

المصدر : وكالة انباء الشرق الاوسط

0 تعليقات