البيان الإماراتية 

السبت 4 أبريل 2009

دخل الانكماش الاقتصادي الأميركي أمس شهره السابع عشر، بعدما اكد المكتب الوطني للبحث الاقتصادي المكلف تحديد فترات الدورات الاقتصادية بالتواريخ انه بدأ في ديسمبر 2007، وبالتالي تكون الازمة الحالية تخطت ازمتي 1973 و1981 واللتان استمرت كل منهما 16 شهراً.

ويشدد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي منذ بعض الوقت على «الشكوك الكبيرة» التي ترافق توقعاتهم. وما يضعف الثقة في هذه التوقعات الاقتصادية ان الوقائع كذبت توقعات سابقة، ومنها تأكيد رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي أمام الكونجرس في يناير 2008 عند بدايات الانكماش «لا نتوقع انكماشاً، بل على الارجح في المرحلة الراهنة نموا بطيئا».

لكن وإن كانت الولايات المتحدة تشهد رسميا أطول فترة انكماش اقتصادي منذ ازمة 1929، الا ان العديد من المسؤولين والمحللين يعتبرون انها لن تطول كثيرا بعد الآن، مرجحين انتهاءها مع نهاية السنة. ويقول الخبراء إنه من غير المناسب اطلاقا تشبيه الوضع الحالي بأزمة الكساد الكبير في الثلاثينات.

حيث ان انهيار البورصة عام 1929 ادى الى مرحلة من الانكماش في الاقتصاد الأميركي استمرت بحسب المكتب 43 شهرا، في حين يرجح المسؤولون الاقتصاديون او يأملون في الوقت الحاضر ان ينتهي الانكماش الحالي بنهاية السنة الجارية.

ويتبين ان الازمة لا تقل حدة عن ازمة 1981، وهو ما اقر به اخيرا جيفري لاكر احد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. غير ان تشارلز غاسكون الاقتصادي في فرع الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس يشير الى انها ليست بالتاكيد الاسوأ منذ الكساد الكبير.

واوضح «ان الانكماش الحالي ليس الكساد الذي عرفه أجدادكم»، مشيرا الى انهيار الدخل للفرد بنسبة 7. 11% وتراجع الوظائف بنسبة 6. 5% خلال الاشهر الـ 12 الاولى من الكساد الكبير، بالمقارنة مع 7. 1 و2. 2% على التوالي بين ديسمبر 2007 وديسمبر 2008. وتقلص اجمالي الناتج الداخلي الأميركي في الفصل الاخير من العام 2008 بنسبة 6. 3% بوتيرة سنوية، في تراجع غير مسبوق منذ الفصل الاول من العام 1982.

ويتفق العديد من المحللين على ان الاشهر الثلاثة الاولى من العام كانت افضل حالا بقليل، ولو ان ريتشارد فيشر المسؤول في الاحتياطي الفيدرالي رأى ان الفصل الاول «كان سيئا تماما مثل الفصل الرابع من 2008 وربما اسوأ بقليل». ووصل معدل البطالة حاليا الى المستوى الذي كان عليه في نهاية 1983 ومن المتوقع ان يستمر في الارتفاع حتى العام 2010 اذ انه يعكس الاوضاع الاقتصادية بفارق زمني.

ورأى راين سويت الاقتصادي في موقع موديز ايكونومي.كوم انه «لن نتمكن من تجنب نسبة بطالة برقمين» كالتي سجلت بين سبتمبر 1982 ويونيو 1983. غير ان مؤشرات عدة وردت منذ ثلاثة اسابيع باعثة بريق امل، اذ بدت مبيعات المفرق مستقرة في يناير وفبراير بعد ستة اشهر من التراجع، وبدا ان الانتاج الصناعي لا يمكن ان يتراجع اكثر، وسجلت الطلبات على المنتجات الدائمة ومبيعات المساكن انتعاشا بعد اشهر من التراجع.

وتوقع برنانكي انتهاء الانكماش «على الارجح» هذه السنة وتسجيل «انتعاش مطلع العام المقبل». لاكر من جهته فضل لزوم الحذر وعلق اخيرا على الطرح القائل ان «الاقتصاد سيلامس القعر في وقت ما هذه السنة وينطلق بعدها مجددا تدريجيا»، فوصفه بأنه «امل منطقي». ورأى جويل ناروف الخبير الاقتصادي المستقل ان الانتعاش قد يسجل ابكر مما هو متوقع منذ الفصل الثاني «لكن مستوى النشاط سيبقى ضعيفا على الارجح لبعض الوقت».

وقال البيت الأبيض في بيان إن هنالك حاجة لاتخاذ خطوات أخرى باتجاه إعادة بناء الاقتصاد المتعثر. وجاء في البيان أن الرئيس باراك أوباما قال إنه من خلال اتخاذ خيارات صعبة ونبذ الطرق القديمة في تنفيذ الأعمال فإننا سنخفض عجز الميزانية الذي ورثناه للنصف في غضون أربعة أعوام.

ووجه الجمهوريون انتقادات بأن خطط أوباما ستزيد العجز الأميركي إلى مستويات خطيرة وأنها تتعارض مع نسختهم الخاصة بالموازنة التي قدموا فيها تعهدات بخفض الضرائب للمواطنين كلهم وتقديم حوافز للشركات وتجميد الإنفاق خلال السنوات الخمس القادمة في كل القطاعات باستثناء الدفاع. وهاجم جون بوهنر الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ موازنة الديمقراطيين باعتبار أنها «خريطة طريق تقود إلى كارثة».

وبلغت نسبة البطالة في اميركا1. 8% في فبراير وهي الاعلى في 25 عاماً. وقالت الحكومة ان العدد الاجمالي للطلبات الجديدة لاعانات البطالة بلغ 669 ألفا الاسبوع الماضي وهو أعلى مستوى له في 26 عاما.

وزاد عدد المسجلين في برنامج الكوبونات الغذائية في 46 من الولايات الأميركية الخمسين في يناير مع ارتفاع الرقم الاجمالي على مستوى البلاد بمقدار 580 ألفا أو 3. 1 في المئة عن الشهر السابق الذي سجل فيه الرقم القياسي السابق. وتشير التقديرات إلى ان حوالي 07. 1 مليون أميركي تزيد أعمارهم على 55 سنة فقدوا وظائفهم.

0 تعليقات