الوطن الكويتية 

الجمعة 26 ديسمبر 2008

عام 2002 شهد أسرع اندفاع نحو الافلاس بديون تجاوزت 305.6 مليارات دولار

جيف سكيلينغ الرئيس السابق لشركة انرون (اليسار) متحدثا إلى رئيس مجلس الادارة "كينيث ليه"

إعداد: محمود عبدالرزاق

اجتمعت عوامل الجشع والصلف والطيش والحماقة مع قدر كبير من سوء الطالع لتشكل خليطا من شراب قاتل، وكان ضحيته هذه المرة رابع اكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة، وهو ليمان براذرز الذي تهاوى من اساسه واحدث هزة عنيفة في كافة الاسواق المالية العالمية إلى جانب افلاس فاني ماي وفريدي ماك وايه أي جي للتأمين.

وفي هذا العالم الذي نشهده اليوم، حيث لا حصانة للمؤسسات العملاقة من الانهيار نتيجة التقلبات والتعقيدات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي، فان الاسئلة التي تتسابق الى الاذهان على الفور هي: من هو التالي، ومتى يمكن لهذه العاصفة المالية ان تهدأ؟

وبصراحة فان احدا لا يعلم على وجه الدقة من هي المؤسسة التالية على قائمة الانهيارات المالية، أو الوقت الذي يعود فيه الاقتصاد العالمي الى وضعه الطبيعي. ولكن بالنسبة للشركات الأمريكية، فان افلاس المؤسسات أو التقلبات الشديدة والمباغتة التي يتعرض لها الاقتصاد ليست شيئا جديدا على الاطلاق.

ويقول موقع ريديف نيوز على الانترنت انه على مدى سنوات طوال، ظل العالم شاهدا على كثير من السياسات الادارية غير المسؤولة التي احدثت دمارا هائلا على كبريات الشركات "السوبر" التي تهاوت واندثرت. وفي زحمة هذه الافلاسات ضاعت هدرا وتبددت المليارات من الدولارات من اموال المستثمرين وصناديق المتقاعدين في غمضة عين، مشيرا الى ان عام 2002 كان اسوأ ا لاعوام بديون بلغت 305.6 مليارات دولار.

وندرج فيما يلي قائمة اضخم الافلاسات التي شهدتها الاسواق المالية في تاريخها:

1) افلاس بنك ليمان براذرز بخسائر بلغت 639 مليار دولار

لا شك ان افلاس بنك ليمان براذرز يمثل اكبر حالة انهيار مالي في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يتراوح حجم الخسائر ما بين 613 مليار دولار و639 مليار دولار.

وما بدأه ثلاثة اخوة من المهاجرين الالمان الى الولايات المتحدة كمحل للتجارة العامة تحول مع مرور الزمن الى واحد من اكبر البنوك الاستثمارية الأمريكية.

وقد بدات قصة الاخوة ليمان عام 1844 عندما وصل الى ولاية الاباما الأمريكية المهاجر الالماني هنري ليمان، 23 سنة، وهو ابن لتاجر مواش من ولاية بافاريا الالمانية، وفتح متجرا للسلع المجففة،وعندما انضم اليه اخواه ايمانويل وماير في وقت لاحق، اطلقوا على نشاطهم اسم شركة ليمان براذرز.

وتحولت هذه الشركة فيما بعد لتصبح شركة عالمية لممارسة وتقديم الخدمات المالية على مستوى عالمي، ومنها خدمات الاستثمار المصرفي، والاسهم ومبيعات ادوات الدخل الثابت، والابحاث والتجارة وادارة الاستثمارات والملكيات الخاصة والعمليات المصرفية المتفرقة. هذه الشركة العملاقة اعلنت افلاسها في الخامس عشر من سبتمبر 2008.

كان بنك ليمان براذرز رابع اكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة، واحد اكبر المتعاملين في تداول عمليات الفائدة الثابتة في وول ستريت، منخرطا بشدة في الاستثمار في الاوراق المالية المتداولة في اسواق الرهن العقاري، كما تعرض للمخاطر جراء الازمة المالية التي اعقبت انهيار هذه الاسواق.

وعندما تجمعت عوامل الازمة واستحكمت في الاسواق المالية، وجد البنك سعر سهمه يتهاوى بسرعة خيالية ليخسر %95.12 من قيمته ويهبط من 82 دولارا الى ما دون 4 دولارات.

ومن اسباب خسارة البنك وانهياره تلك الثقة المفرطة لدى ريتشارد فولد وهو اطول من خدم في وول ستريت من الرؤساء التنفيذيين على راس ليمان براذرز، والتي وضعها في غير محلها، الامر الذي ادى الى انهيار البنك في نهاية المطاف.

غير ان فولد، 62 سنة وعلى مدى 14 سنة، حول ذلك المكتب الخاسر الذي كان نشاطه محصورا في تداول السندات، الى بنك استثماري بكل معنى الكلمة، ولكنه وهو لاعب اسكواش دولي، فشل في مواجهة العاصفة ولم يستطع ابقاء البنك الرئيسي البالغ عمره 158 سنة على قيد الحياة.

ولم يتعلم فولد من الدروس كما لم يستطع ان يغير نفسه، فقد بقي على الدوام الوفي المخلص لبنك ليمان، ووقف كبرياؤه حائلا بينه وبين بيع البنك في وقت سابق قبل تفاقم الازمة، ولكان عندئذ قد انقذه من الانهيار الحتمي.

تجدر الاشارة الى ان فولد حاصل على درجتي البكالوريوس من جامعة كولورادو والماجستير في ادارة الاعمال من جامعة نيويورك، وقد التحق بالعمل لدى ليمان براذرز في عام 1969.

-2 إفلاس شركة وورلد كوم للاتصالات: قيمة الخسائر 103.91 مليارات دولار

تأسست الشركة عام 1983 كشركة اتصالات خارجية LDDS، وسرعان ما اصبحت ثاني اكبر الشركات الاميركية التي تقدم خدمات الاتصال الدولي، فضلا عن كونها اكبر شركة تدير قواعد بيانات الانترنت. كما اعتبر افلاس الشركة ثاني اكبر حالة افلاس في تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق وبتكلفة بلغت 103.91 مليارات دولار. وقد تسارع نمو الشركة بصورة رئيسية من خلال عمليات الاستحواذ التي ازدهرت خلال حقبة التسعينات، ووصلت ذروتها بالاستحواذ على شركة ام سي آي في عام 1983.

وكانت الشركتان قد اعلنتا اندماجهما في نوفمبر 1997 بقيمة بلغت 37 مليار دولار ليصبح اسم الشركة الجديدة ام سي آي وورلد كوم في عملية وصفت باضخم عمليات الاندماج في اميركا، وفي عام 2000 اعيدت تسمية الشركة وورلد كوم كما كان قبل الاندماج.

وفي اعقاب ذلك، بدات الشركة تتعرض لتآكل في ربحيتها، واضطرت تحت ضغط فضيحة مالية من خلال تزييف في سجلات الشركة وتقييم دائها، والزعم بانها حققت ارباحا بمليارات من الدولارات على صورة زائفة وغير فعلية، الى التقدم بطلب اشهار افلاسها في 21 يوليو 2002.

واظهرت التحقيقات ان الشركة ارتكبت جرم التقصير في اعداد التقارير المتعلقة «بتكاليف خطوط الاتصالات» أي تكاليف الاتصالات المتبادلة بينها وبين شركات الاتصالات الاخرى ، واتباع طرق خاطئة في معالجتها المحاسبية في قيود الشركة.كما ضخمت الشركة الايرادات من خلال قيود محاسبية زائفة و تلاعب الرئيس التنفيذي بيرنارد ايبرز الذي اطلق عليه في وول ستريت اسم «كاوبوي الاتصالات» الذي كون ثروة هائلة نتيجة ارتفاع اسعار الاسهم التي كان يملكها في الشركة. وقد استخدم هذه الاسهم ضمانا لدى بنوك عديدة حصل منها على تمويلات لنشاطاته الاخرى في تجارة الاخشاب واليخوت. غير انه بحلول عام 2000، تراجعت قيمة السهم السوقية وتعرض نتيجة لذلك لضغوط شديدة من قبل البنوك لتغطية حساباته المكشوفة. وقام ايبرز نتيجة لذلك باقناع مجلس الادارة بمنحة قروضا وكفالات تتجاوز قيمتها 400 مليون دولار، واخيرا قام المجلس بعزله في ابريل 2002، حيث حل محله جون سدجمور الرئيس السابق لشركة يو يو نت للاتصالات.واعتبارا من عام 1999 وحتى مايو 2002، خضعت الشركة لتلاعب ثالوث مؤلف من المدير المالي سكوت سوليفان، والمراقب المالي ديفيد مايرز ومدير المحاسبة العامة بوفورد ييتس، في سجلات الشركة مستخدمين وسائل محاسبية زائفة للتغطية على تدهور ايراداتها ورسم صورة وردية للنمو والربحية لتعزيز سعر السهم في السوق وفي مارس 2005 اعترف ايبرز بارتكابه تزويرا في محررات الشركة نجمت عنه فضيحة مالية قوامها 11 مليار دولار، وقد حكم عليه بالسجن لمدة 25 سنة، كما قدم الثلاثة الاخرون الى المحاكمة التي قضت عليهم بالسجن لمدد مختلفة.

-3 شركة انرون للطاقة : قيمة الخسائر: 63.93 مليار دولار

ظلت شركة انرون للطاقة على رأس قائمة مجلة فورتشن طيلة ست سنوات متتالية كأفضل شركة من حيث الابتكار والابداع، كما كانت على قائمة المجلة ذاتها لأفضل 100رب عمل من وجهة نظر الموظفين والعاملين لديها لعام 2000. ونالت التقدير والاعجاب من قبل القوى العاملة بشكل عام لادائها المتفوق بالنسبة للتقاعد طويل الاجل والمزايا التي تقدمها للعاملين والادارة الفعالة على نحو متميز، الى ان تورطت في اعمال التزوير والتضليل.

كانت شركة انرون العملاقة للطاقة، والتي اتخذت من هيوستون بولاية تكساس مقرا لها ،متخصصة في نقل وتحويل وتوزيع الطاقة الكهربائية والغاز في مختلف ارجاء الولايات المتحدة، وقد طورت وشيدت وشغلت محطات توليد الطاقة وانابيب النفط، كما امتلكت شبكة كبرى من انابيب نقل الغاز الطبيعي ربطت المحيطات والقارات بعضها ببعض.

ويبقى افلاس شركة انرون ثالث اضخم افلاس في الولايات المتحدة، حيث بلغت الخسائر التي نجمت عن انهيارها 63.93 مليار دولار. وكانت قد تقدمت بطلب اشهار افلاسها في الثاني من ديسمبر عام 2001 بعد ان تبين ان الكثير من سجلات وقيود الشركة حفلت بمبالغات هائلة في تقدير اصول الشركة وارباحها، بل ان بعض الارقام والبيانات كانت مختلقة وزائفة، ولم تكن موجودة اصلا وقد حفلت بارقام مضخمة على نحو كبير.

وبالاضافة الى ذلك تم استبعاد الديون والخسائر التي تكبدتها الشركات والكيانات التي اسستها انرون في الخارج ولم تدخلها ضمن البيانات المالية، فضلا عن العمليات المعقدة بين انرون والكثير من الشركات التابعة لها التي كانت تستثني المؤسسات الخاسرة من سجلات الشركة.

وقدم رئيس مجلس ادارة الشركة السابق كينيث ليه للمحاكمة في فضيحة انرون المالية في يناير 2006 لارتكابه سلسلة واسعة من الجرائم المالية بما فيها التزوير في محررات البنوك وتزويدها ببيانات كاذبة وموافاة مدققي الحسابات بمعلومات مزورة والتلاعب في الاوراق المالية وغسل الاموال والتامر والتعامل باسهم الشركة بناء على معلومات لم تتوفر لجمهور المتعاملين.

وفي مايو 2006 ادين ليه بكافة التهم الست المسندة اليه، الا ان الموت عاجله بعد شهرين عن عمر بلغ 64 عاما نتيجة ذبحة صدرية.

اما الرئيس التنفيذي السابق جيفري سكيلنغ فقد ادين وصدر ضده في اكتوبر 2006 حكم يقضي بحبسه 24 سنة، اضافة الى ثلاثة اشهر في سجن فيدرالي.

-4 شركة كونسيكو : قيمة الخسائر: 61.93 مليار دولار

من شركة صغيرة انشئت عام 1979، اصبحت كونسيكو خلال حقبة التسعينات واحدة من اكبر شركات بناء المنازل والتأمين الشخصي في الولايات المتحدة. وقد انهارت الشركة لسوء الحظ بسبب ضغوط الديون التي تراكمت عليها جراء خطط التوسع الطموحة وتكدس الديون المتعثرة في محفظتها.واذ بلغت ديونها 61.92 مليار دولار، قدمت كونسيكو طلبا لما اعتبر رابع اكبر عملية افلاس تشهدها الولايات المتحدة.

تدهورت اوضاع الشركة - التي اتخذت من ولاية انديانا مقرا لها - بسبب خطط مؤسسها ورئيسها التنفيذي ستيفن هلبرت الذي قام بشراء كم هائل من الديون المتعثرة ،وتوج هذا التخبط بعملية كانت بمثابة كارثة على الشركة عندما استملكت شركة غرين تري فايننشال المتخصصة في منح القروض.وقد ورطت تلك الصفقة شركة كونسيكو بجبل من الديون المعدومة، تعود في معظمها الى قروض منازل متنقلة وبيوت جاهزة تفاقمت اوضاعها عندما تعثر الاقتصاد.

بالاضافة الى ما ذكر، ورطت الشركة نفسها في مشاكل كبرى اواخر التسعينات من خلال الاندفاع بشدة نحو توريق قروضها وافتراض ارباح وهمية ادخلتها في بياناتها المالية ،الامر الذي اضطرت الى التخلي عنه تحت ضغط المستثمرين، وادى ذلك بالنتيجة الى اعادة اجراء حساباتها وبياناتها المالية من جديد لعدة سنوات ماضية. ونتيجة لذلك اهتزت ثقة وول ستريت في الشركة واضطر هلبرت في نهاية المطاف الى التخلي عن منصبه في عام 2000، وتم تقديم طلب الافلاس في ديسمبر 2002.

-5 إفلاس شركة تكساكو: قيمة الخسائر 35.89 مليار دولار

تأسست هذه الشركة عام 1901 في ولاية تكساس، وبدأت رحلتها باعتبارها الشركة المعنية بشؤون الوقود في تكساس، وظلت لسنوات طويلة الشركة الوحيدة التي تبيع البنزين في كافة الولايات الامريكية الخمسين.

في عام 1985 حصلت شركة بنز اويل النفطية على حكم يقضي بإلزام تكساكو بان تدفع لها 10.53 مليارات دولار متعلقة بقضية استملاك الاخيرة لشركة جيتي اويل، وكان هذا الحكم هو الاضخم من نوعه كقرار مدني في تاريخ الولايات المتحدة.واضطرت الشركة لجمع هذا المبلغ الى بيع %50 من مصالحها في التسويق في شرق الميسيسيبي وتكساس، فضلا عن محطات التكرير الثلاث العائدة لها في ساحل الخليج لشركة ارامكو السعودية.

كما سحبت تكساكو عملياتها في بيع البنزين في منطقة شيكاغو بعد ان باعت محطات الخدمة وتسهيلات ومنشآت التوزيع الى شركة موبيل في صفقة تبادلية.

وفي 12 ابريل 1987، تقدمت تكساكو بطلب لاشهار افلاسها، غير انها استمرت في العمل تحت غطاء وحماية من قوانين الافلاس الامريكية، وبلغت قيمة خسائرها 35.89 مليار دولار.

وقد ظلت تكساكو شركة مستقلة الى ان اندمجت في شركة شيفرون النفطية في عام 2001، اما الرئيس التنفيذي الحالي للشركة فهو ديفيد- اورايلي.

-6 فايننشال كورب أوف أمريكا: قيمة الخسائر 33.86 مليار دولار

لا تتوافر معلومات كثيرة حول الاسباب التي ادت الى انهيار فايننشال كورب اوف امريكا، التي تقدمت بطلب الافلاس الى السلطات المسؤولة في التاسع من سبتمبر 1988، لكن خسائرها بلغت 33.86 مليار دولار.

-7 شركة ريفكو: قيمة الخسائر 33.33 مليار دولار

تأسست هذه الشركة في عام 1969 في مدينة نيويورك كشركة خدمات مالية معنية بصورة اساسية في الوساطة في اسواق السلع والعقود المستقبلية.

وقبيل انهيارها، كان لدى ريفكو اكثر من 4 مليارات دولار مودعة في حسابات 200 الف عميل تقريبا من عملائها، وكانت اضخم وسيط في بورصة السلع في شيكاغو.

عندما آلت الشركة الى الافلاس، اظهرت ميزانيتها العمومية اصولا بلغت 75 مليار دولار، وكانت المطلوبات تعادل نفس المبلغ تقريبا. وقد دخلت الشركة في نفق الازمة في اكتوبر 2005 عندما اعلنت ان الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الادارة فيليب بينيت قد اخفى نحو 340 مليون دولار من الديون المتعثرة عن مدققي حسابات الشركة والمستثمرين فيها، وقد وافق بعد اكتشاف الواقعة على مغادرة الشركة في اجازة من العمل.

وقد لجأ بينيت الى وسائل محاسبية معقدة للتلاعب بحسابات الشركة ونقل قيود القروض من جهة الى اخرى، ومن هذه الوسائل شراؤه الديون المعدومة لحساب شركته الخاصة من شركة ريفكو حتى يحول دون اضطرار هذه الاخيرة الى شطبها، وبالتالي تتكشف عن خسائر، ثم يدفع فيما بعد ثمن تلك الديون المعدومة من حصيلة قروض جديدة تحصل عليها ريفكو ذاتها من مقرضين اخرين.كما درج بين عامي 2002 و2005 على تحويل اموال من شركة ريفكو الى شركة فرعية اسسها تابعة لريفكو تقوم باقراض الاموال الى صندوق تحوط يسلفها بدوره من جديد للمجموعة التي تملكها الشركة.

وفي الحلقة الاخيرة من مسلسل التلاعب، يقوم بينيت بتسديد الاموال من حساب شركته الى ريفكو تاركا صندوق التحوط مكشوفا ليبدو وكأنه المقترض الاصلي عند اعداد البيانات المالية، وقام الصندوق فيما بعد بمقاضاة شركة ريفكو.

اعتقل بينيت في اكتوبر 2005 وصدر الحكم في يوليو 2008 بسجنه 16 عاما في سجن فيدرالي ،في حين قدمت الشركة طلب اشهار افلاسها في السابع عشر من اكتوبر2005، وبلغت خسائرها 33.33 مليار دولار.

-8 جلوبل كروسينغ: قيمة الخسائر 30.19 مليار دولار

تأسست الشركة في عام 1997 من قبل غاري وينيك وثلاثة من شركائه من خلال مجموعة باسيفيك كابيتال التي يملكها الاول ،واصبحت تقدم خدماتها في مجال الاتصالات وربط شبكات الانترنت على مستوى عالمي.

نمت الشركة بسرعة كبيرة وانهارت بالسرعة ذاتها، ما لفت انتباه المراقبين الذين لاحظوا منذ البداية ان الرؤساء التنفيذيين ينفقون اموال الشركة باسراف شديد على مصالحهم الشخصية ،كما حصلوا على الاقل على 23 مليون دولار كقروض شخصية من الشركة، وتم اسقاط بعضها بالكامل حتى في الوقت الذي بات فيه افلاس الشركة وشيكا.وتلقى الرؤساء انفسهم مكافآت تقدر بنحو 13.5 مليون دولار بالاضافة الى خيارات اسهم سخية جدا استطاع وينيك بفضلها من بيع ما قيمته 420 مليون دولار بين عامي 1998 و2001. وقد استمر العمل في بناء مسكن وينيك الفخم الذي قدرت قيمته بحوالي 92 مليون دولار حيث اعتبر اغلى المساكن التي بيعت في لوس انجلوس.

ولم تجد الشركة بدا من تقديم طلب الافلاس في يناير 2002، ولكنها توصلت الى اتفاق لتسوية القضايا التي رفعها موظفو الشركة والمستثمرون حصلوا بموجبها على 325 مليون دولار، ساهم وينيك نفسه بمبلغ 30 مليون دولار منها.

وبعد ان نهضت من الافلاس، تحاول الشركة اعادة التركيز على نشاطاتها، علما ان قيمة خسائرها بلغت 30.19 مليار دولار.

-9 شركة باسيفيك للغاز والكهرباء: قيمة الخسائر 29.77 مليون دولار

تأسست الشركة عام 1905 من اندماج اكثر من 20 شركة تعمل في مجال الطاقة والمياه حول ولاية كاليفورنيا. وقد بدات بنقل الغاز الطبيعي الى سان فرانسيسكو وشمال كاليفورنيا في عام 1930 مستخدمة اطول خط انابيب في العالم لتربط حقول الغاز في ولاية تكساس بشمال كاليفورنيا.

بدأت الشركة فيما بعد تحيل الى التقاعد وحدات التصنيع ومنشآت الغاز التي تسبب التلوث ،ولكنها مع ذلك ابقت بعض المجمعات جاهزة للاستخدام. ولما كانت قدرتها على توليد الطاقة الكهربائية محدودة، وعجزها عن بيع الكهرباء للمستهلكين بما يزيد عن سعر شرائها لها، وجدت الشركة ان لا مفر امامها من تقديم طلب الافلاس بخسائر بلغت 29.77 مليون دولار وكان ذلك في ابريل عام 2001.

وقامت ولاية كاليفورنيا بانقاذ الشركة، بتكلفة زادت من اعباء الولاية، ونهضت الشركة من الافلاس في ابريل 2004 بعد ان وزعت 10.2 مليارات دولار على مئات الدائنين. وتقوم اليوم بتزويد الكهرباء والغاز الطبيعي الى معظم مناطق شمال كاليفورنيا، ويتوقع ان يتحمل مستهلكو الكهرباء البالغ عددهم 4.8 ملايين تكلفة اضافية تتراوح في المتوسط بين 1300 دولار و1700 دولار فوق اسعار السوق بحلول العام 2012.

وفي عام 2005، كانت الشركة اكثر الشركات ربحية على قائمة مجلة فورتشن 500، حيث بلغت ارباحها 4.5 مليارات دولار مقابل ايرادات ناهزت 11 مليار دولار.

-10 شركة يونايتد ايرلاينز: قيمة الخسائر 25.2 مليار دولار

تأسست يونايتد ايرلاينز كشركة طيران قابضة مقرها في ديلاوير ولها مقار اخرى في شيكاغو بولاية الينوي، وقد تضررت الشركة بشدة بسبب تراجع حصصها على الخطوط العالمية ،واندماجها المقترح مع الخطوط الجوية الامريكية واحداث الحادي عشر من سبتمبر. وتكبدت في عام 2001 خسارة بلغت 2.1 مليار دولار.

ونتيجة للمصاعب المالية توصلت الشركة الى اتفاق مع معظم اتحادات العمال العاملين لديها لتخفيض رواتبهم، وطلبت من الحكومة الامريكية قرضا لمساعدتها على الاستقرار ماليا، الا ان الحكومة رفضت الاستجابة لهذا الطلب، وبلغت خسائر الشركة 25.2 مليار دولار.

وازاء هذا الوضع تقدمت الشركة في ديسمبر 2002 بطلب اشهار افلاسها، تلقت على اثره مباشرة تمويلا يتيح للممول الاشراف على ادارة الشركة. وقد خرجت الشركة من محنة الافلاس في الاول من فبراير 2006.وقد تولى جلين تيلتون رئاسة الشركة منذ سبتمبر عام 2002.

-11 شركة دلتا ايرلاينز: قيمة الخسائر 21.8 مليار دولار

مارست الشركة نشاطاتها من مقرها في اتلانتا بولاية جورجيا الامريكية وبنت لنفسها شبكة الخطوط المحلية والاقليمية والدولية، وربطت شمال امريكا بجنوبها، فضلا عن تسيير رحلات الى اوروبا واسيا والشرق الاوسط ودول الكاريبي.

على ان الشركة بدأت في عام 2004 تعاني من المصاعب المالية واعلنت، رغبة منها في تحاشي الوقوع في الافلاس، في اعادة هيكلة الشركة من جوانب عديدة منها تخفيض عدد الموظفين وتوسع كبير في العمليات التشغيلية للشركة بزيادة نحو 100 رحلة جديدة.

وبالاضافة الى ذلك اعلنت الشركة في منتصف العام المذكور اعتزامها اغلاق مركز عملياتها الرابع في مطار فورت وورث الدولي في دالاس.

وفي خطوة كبيرة اتفقت الشركة مع الطيارين على تخفيض رواتبهم بواقع %32.5 من اجل مساعدتها على الوقوف وتجنب طلب الافلاس. غير ان ذلك لم يشفع للشركة او يصلح اوضاعها المالية، فتقدمت بطلب الصلح الواقي من الافلاس في سبتمبر 2005 للمرة الاولى في عمرها البالغ 76 سنة، ونسبت ذلك الى عوامل عديدة من بينها تكاليف العمالة المرتفعة وغلاء المحروقات.

وبلغت ديون دلتا عند تقديم طلب الافلاس 20.5 مليار دولار منها 10 مليارات دولار تراكمت منذ يناير 2001.

وفي ابريل 2007 خرجت الشركة من بعد الصلح الواقي من الافلاس كشركة طيران مستقلة.

-12 شركة ادلفيا للاتصالات: حجم الخسائر 21.5 مليار دولار

كان جون ريغاس قد اسس شركة ادلفيا عام 1952 في ولاية بنسلفانيا، وقد حولها فيما بعد الى شركة مساهمة عامة في عام 1986، وعمل على توسيعها من خلال استملاك شركات ذات انظمة اتصالات اخرى في حقبة تسعينات القرن الماضي، حيث اصبحت خامس اكبر شركة للاتصالات بالكوابل في الولايات المتحدة.

على ان اوضاع الشركة المالية قد تردت عندما لجأ مؤسسو الشركة الى التلاعب باموالها السائلة التي اقتسموها بينهم وعلى الشركات الاخرى التابعة للشركة الام من خلال طرق محاسبية غامضة، فضلا عن ضمان لحصولهم شخصيا على 100 مليون دولار بضمان الشركة. كما انهم ارتكبوا مخالفات عديدة في تداول الاوراق المالية. وقد قدموا للمحاكمة حيث حكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 15 و20 عاما.وفي ضوء تدهور اوضاعها وتراكم الديون عليها، قدمت ادلفيا طلبا لاشهار افلاسها في يونيو 2002.

وقد آلت معظم اصول الشركة المدرة للدخل بصورة رسمية الى شركة تايم وارنر كابل اند كومكاست في يوليو 2006، ولم تعد ادلفيا قائمة بعد هذا الاستحواذ كشركة لخدمة الاتصالات بالكوابل، وبلغت خسائر الشركة 21.5 مليار دولار.

0 تعليقات