الاتحاد الإماراتية  
الخميس 28 أغسطس 2008

مع تركز الأنظار على العاصفة جوستاف

ارتفعت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي أمس يدعمها احتمال تحول العاصفة المدارية جوستاف إلى أول عاصفة كبرى منذ عام 2005 تهدد منشآت النفط والغاز في خليج المكسيك.

وبحلول الساعة 13:39 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف تسليم اكتوبر المقبل 2,98 دولار إلى 119,25 دولار للبرميل بعد أن صعد 1,16 دولار أمس الأول، وزاد سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 2,31 دولار إلى 116,94 دولار للبرميل.

وقالت منظمة أوبك أمس: إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض أمس الأول إلى 110,51 دولار للبرميل من 110,61 دولار يوم الاثنين الماضي.

وقال ماساكي سوماتسو المحلل في شركة نيو ايدج للسمسرة في طوكيو: إن النفط قد يتجه خلال الأيام القليلة المقبلة صوب مستويات الأسبوع الماضي التي اقترب فيها من أعلى مستوى في حوالي ثلاثة أسابيع فوق 122 دولاراً للبرميل ولكن ذلك يتوقف على الأحوال الجوية في خليج المكسيك.

وأضاف: "جوستاف يتجه مباشرة صوب مركز خليج المكسيك.. والأعاصير التي تسلك هذا المسار عادة ما تهدد المنطقة".

وجرى خفض تصنيف جوستاف أمس إلى عاصفة مدارية بعد أن وصل إلى شواطئ هايتي ولكن خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون أن تعاود الرياح اكتساب قوة الإعصار.

ويلقي النفط أيضا دعماً من التوترات بين الغرب وروسيا بسبب جورجيا وتهديدات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف برد عسكري على نشر درع صاروخية اميركية في بولندا.

إلى ذلك قال مسؤول كبير بقطاع النفط الايراني في تصريحات نشرت أمس على موقع وزارة النفط على الانترنت: إن إمدادات النفط كافية في الأسواق وإنه لا داعي لزيادة انتاج منظمة أوبك.

وقد انخفضت أسعار النفط بشدة عن مستواها القياسي عند 147 دولاراً للبرميل في يوليو الماضي ولكنها انتعشت من مستوياتها المتدنية الأخيرة عند 112 دولاراً للبرميل بسبب المخاوف بشأن الإمدادات وخاصـــة بســــبب عاصفة في خليج المكسيك يخشى المتعاملون أن تضر بإنتاج النفط والغاز هناك.

وقال علي أصغر عرشي للموقع الإخباري لوزارة النفط: "السوق به نفط كاف بل إنه يجري تزويد السوق بنفط أكثر من اللازم. ومن ثم فلا داعي لزيادة سقف انتاج أوبك"، وعرشي هو المدير التنفيذي للشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الإيرانية.

وقال غلام حسين نوذري وزير النفط الإيراني يوم الاثنين الماضي: إنه يتوقع أن تسعى اوبك للحيلولة دون هبوط أسعار النفط وبحث المعروض الزائد في السوق عندما تجتمع في سبتمبر المقبل.

وقال عرشي: إنه من غير المرجح ان تشهد الأسعار مزيداً من الهبوط مع حلول موسم ارتفاع الطلب وخاصة الطلب على الخام الثقيل.

وأضاف ان احتمال تعرض خليج المكسيك لمزيد من العواصف قد يدفع أسعار النفط للارتفاع مرة أخرى اذا ما تضرر الانتاج هناك، كما أشار إلى تدهور الأوضاع الأمنية في نيجيريا عضو أوبك.

وقال: "اذا تفاقمت التوترات (في نيجيريا) فمن غير المرجح ان تهبط الأسعار. والمسألة الأخرى هي نتيجة المفاوضات بين إيران والدول الخمس زائد واحد التي سيكون لها دور حاسم في أسعار الخام". وتخوض ايران نزاعاً بشأن برنامجها النووي مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين التي يطلق عليها مجموعة الدول الخمس زائد واحد، ويؤدي تفاقم التوتر في النزاع الى ارتفاع أسعار النفط، ويجتمع وزراء أوبك في التاسع من سبتمبر المقبل في فيينا.

وفي سياق متصل قال رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس: إن طاقة إنتاج النفط الاحتياطية ستقل بدءاً من عام 2013 بسبب نمو متوقع في الطلب وذلك بعد نموها حتى عام .2010

وقال نوبو تاناكا الرئيس التنفيذي للوكالة في مؤتمر عن النفط والغاز: "ستقل الطاقة الاحتياطية من جديد بدءاً من عام 2013 أي أنه من المستبعد أن تعود أسعار النفط إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل بضعة أعوام في أي وقت قريب".

وكان تاناكا قد قال لرويترز في مقابلة أمس الأول: إن الطاقة الاحتياطية سترتفع إلى أربعة ملايين برميل يومياً عام 2008 من مليوني برميل في اليوم الان وإن الإنتاج سيبدأ من مشروعات جديدة.

وأضاف أنه مع عودة الطاقة الاحتياطية للتقلص مرة أخرى يمكن ارتفاع الأسعار مرة أخرى بسبب احتمال اضطراب الإمدادات بفعل عوامل مثل الأعاصير أو الصراعات المسلحة.

وارتفعت أسعار النفط بشدة في النصف الأول من العام الجاري لتسجل مستوى قياسياً أعلى من 147 دولاراً للبرميل في يوليو الماضي ثم انخفضت إلى نحو 117 دولاراً للبرميل مع تراجع الطلب في الدول المتقدمة.

وقال تاناكا أمس الأول: إن الأسعار مازالت مرتفعة عند مستواها الحالي بما يضر بالاقتصاد العالمي وخاصة الأسواق الناشئة، وأضاف أنه من المرجح أن يبلغ إنتاج النفط من الدول غير الاعضاء في منظمة أوبك ذروته في منتصف العقد المقبل.

وقال أمام المؤتمر: إن إنتاج النفط سيهيمن عليه على نحو متزايد عدد صغير من المنتجين الكبار، وكرر تاناكا القول: إن على المستهلكين أن يواصلوا العمل على ترشيد الاستهلاك وإلغاء دعم الأسعار في دول مثل الصين، وتقول الوكالة: إن الدعم يخلق نمواً غير طبيعي في الطلب على الوقود ويمنع تأثر الطلب بارتفاع الأسعار.

وقال تاناكا: "ما لم تتغير السياسات الحكومية فإن الطلب العالمي على الطاقة سينمو بنسبة 55في المئة بحلول عام .2030 ورغم كل الاهتمام بطاقة الرياح والشمس فإن الواقع هو أننا مازلنا نتجه إلى مستقبل يقوم على الوقود الحفري إذ أن 84 في المئة من الزيادة الإجمالية سيكون من النفط والغاز والفحم".

وأضاف أن الوكالة تقدر أن دعم النفط في الصين والهند والشرق الأوسط بلغ 70 مليار دولار عام 2006 وأنه زاد كثيراً الآن.

0 تعليقات