skip to main |
skip to sidebar
القبس الكويتية
الجمعة 23 أكتوبر 2009
قال محللون من بنك كريدي سويس، إضافة الى عدد من المختصين العالميين، ان التوجهات الكبرى التي يشهدها العالم، وهي مجموعة من العوامل المؤثرة في حياة المجتمعات من الجوانب الاقتصادية، ستؤدي الى نتائج دائمة ومهمة.
جاء ذلك في تقرير نشرته مجلة غلوبل انفستور في عددها الأخير، فحص المحللون خلاله الاتجاهات التي تؤثر على العالم حاليا، وهي العوامل السكنية وعودة عالم متعدد الأقطاب وفرص الاستدامة. وعملوا على استكشاف احتمالات تأثير هذه التوجيهات في المستقبل وكيف يمكن ان يستفيد المستثمرون من التطورات التي تشهدها هذه التوجهات.
واضاف محللو «كريدي سويس» انه على الرغم من أهمية التداعيات الاقتصادية التي شهدها العالم في العامين الماضيين، والتي أثرت في الأسواق بطريقة أجبرت الحكومات على التدخل بشكل غير مسبوق، فان العالم يشهد في الوقت الراهن تحولات أكبر بكثير من تلك التداعيات، خصوصا انها تتركز على القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية.
واوضحوا ان هذه التحويلات الاساسية تحتل مكاناً بارزاً على أغلفة الصحف اليومية وفي عناوينها، لكن ذلك لا يقلل من اثرها الكبير والفاعل في عملية اعادة تشكيل العالم، وتكمن اهمية التعريف بهذه التحولات والاهتمام بها على المستوى العالمي في ان اثرها يستمر لعقود ولا يقتصر على بضع اشهر او اعوام، ولهذا فان مراقبة وتتبع هذه التحولات يحتاج الى خبرات تغطي الكثير من الجوانب على مدى فترة زمنية طويلة.
واكد المحللون ان التوجهات الكبرى المختلفة استطاعت ان تغير وجه العالم منذ قرون، فعلى سبيل المثال، ادى ازدياد الاهتمام بالابحار عبر المحيطات لمسافات طويلة، وما يمكن ان يحمله من تأثير على التجارة او الصناعة، الى بروز ظاهرة الهجرة من الريف الى المدينة، كما ان ظاهرة الاعمار التي سادت الغرب قبل قرن او اكثر بدأت بالتراجع هناك، في الوقت الذي شهدت فيه آسيا المعاصرة ودول العالم النامي نمواً كبيراً في هذا المجال، الامر الذي يؤكد ان التوجهات الكبرى قد تتداخل في الزمان والمكان، كما انها تعزز او تعدل بعضها البعض.
وسلط العدد الاخير لمجلة «غلوبل انفستور» الضوء على وجهات نظر محللي كريدت سويس والعديد من الخبراء العالميين حول العوامل الاولية التي تؤثر في العالم حالياً، وتلك التي ستؤثر فيه في السنوات المقبلة، بالاضافة الى التعريف بكيفية التعامل مع المخاطر الناجمة عنها بطريقة تخولنا الاستفادة من هذه العوامل.
1 ـ تحدي الشيخوخة
اوضح المحللون ان زيادة المعدلات العمرية في دول العالم المتقدم وزيادة نسبة الشباب الموازية في الاسواق الناشئة تعد اكثر الاتجاهات الكبرى وضوحاً في الوقت الراهن، ونظراً للتحديات التي يفرضها تمويل المعاشات والرعاية الصحية، وهو ما يؤدي الى اطالة دورة حياة الفرد، فقد برزت الشيخوخة باعتبارها ازمة وشيكة وبشكل خاص في الغرب، لكن لطالما اثبت التاريخ على الدوام ان رد فعل العالم تجاه الاتجاهات الكبرى اسفر عن ايجاد حلول ابداعية وتوليد الفرص وتغيير الوقائع على الارض، ومن هذا المنطلق، فان المستثمرين مطالبون بان يحضروا انفسهم لزيادة طلب عملائهم من المسنين على منتجات ابداعية جديدة، وذلك في ظل الحاجة لمنح هذه الفئة الفرصة لتجديد تجربتهم الجسدية والاجتماعية في مجتمعاتهم، وبطريقة تغير من رؤية الناس للشيخوخة.
2 ـ المنتجون الناشئون
أشار المحللون الى ان قوى العولمة الاقتصادية والإصلاح السياسي عملت على إضعاف القيود التي يضعها القرن العشرين على فرص ظهور عالم جديد يتجاوز نظام القطبين ونظام القطب الواحد، وذلك قبل ظهور الازمة المالية العالمية الأخيرة بفترة طويلة، موضحين انه من الممكن ان يتحول العالم في الوقت الراهن الى نظام جيوسياسي أكثر توازنا من الأنظمة القطبية الاحادية والثنائية، علما بأن هذا التحول يحدث بسرعة متناهية. ولقد أسفر تطور ثروات الدول النامية عن انتاج منتجات ذات تكلفة منخفضة استفاد منها المستثمرون في الدول الغربية، حيث يتم تقديم هذه المنتجات في الأسواق المتقدمة بوصفها منتجات خاصة بالشركات التي تصممها وتوزعها في الدول الغربية. في المقابل، فإن الإنتاج بالنسبة لمستهلكي الأسواق الناشئة (المصدر) يعد نتيجة طبيعية لنمو قوتهم الشرائية. وبالتالي، فإن متطلبات بناء الجودة والعلامات التجارية ستمنح المستثمرين العديد من الفرص الاستثمارية المهمة.
3 ـ الطريق إلى مستقبل أخضر
أكد المحللون ان الإدراك العالمي المتزايد لمخاطر زيادة الاستهلاك والتلوث والتهديدات الغذائية والمناخية على حياة الكائن البشري ساهم في إطلاق جهود ضخمة للبحث عن حلول مستدامة. فقد ظهرت الأصوات المطالبة بتغيير الوسائل الاقتصادية التي تعتمد في عملها على موارد الطاقة المنتجة للمواد الكربونية، وذلك اعتمادا على الإبداع التكنولوجي وخطط التسعير التي تعوض عن اضرار هذه المنتجات على البيئة، الأمر الذي من شأنه تقليل التلوث والحد من انتاج النفايات. ولقد ساهمت مخاطر نقص المواد الغذائية الى تشجيع ابتكار حلول ابداعية لتنمية المحاصيل وتطوير انتاجها. كما يمكن ان تساهم تقنيات الإنسان الآلي والآفاق الجديدة التي يقدمها الذكاء الصناعي في زيادة انتاجية القوة العاملة البشرية. ومع مواكبتهم احدث التطورات التي تشهدها العلوم التطبيقية، فإن المستثمرين سيحظون بفرصة التحرك بسرعة لتنمية انتاجهم.
0 تعليقات
إرسال تعليق