skip to main |
skip to sidebar
الأهرام المصرية
الاحد 30 أغسطس 2009
إصلاح المؤسسات المالية الدولية كان أحد البنود المهمة علي أجندة اجتماعات الدول العشرين المعروف باسم' بريتون2' والتي بدأت في نوفمبر الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن واستمرت خلال عام2009, وهو مطلب قديم عززته الأمة المالية العالمية.
وبالفعل تم الاتفاق بين الدول العشرين علي أهم خطوات الاصلاح لهذه المؤسسات ومنها: أن يتم تعزيز التعاون بين صندوق النقد الدولي ومنتدي تحقيق الاستقرار المالي, المصادقة علي الحاجة إلي إجراء إصلاح شامل للمؤسسات المالية الدولي, ومراجعة نظام الإدارة المالية العالمية, وضع نظام عالمي للإنذار المبكر لتحديد المخاطر المستقبلية وتخفيف آثارها, وضع معايير مقبولة دوليا للإشراف, ووضع الضوابط, وضمان وجود إشراف خارجي فعال علي الشركات العالمية, وإيجاد آليات للتعاون وإجراءات مشتركة في حالة وقوع أزمات.
ونادي زعماء الدول الكبري والنامية علي حد سواء إلي هذا الاصلاح, فالرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا قال:' ان الأزمة الحالية توضح لنا ان المؤسسات المالية الدولية بحاجة الي اصلاح عاجل' والرئيس الروسي دميتري مدفيديف شدد علي أن إصلاح المؤسسات المالية العالمية سيكون علي رأس أولويات أجندة اجتماعات الدول العشرين, وبالرغم من تأكيد هذا الاجماع العالمي علي أهمية اصلاح وتطورير هذه المؤسسات فهناك انقسام بشأن كيفية هذا التطوير ـ كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة ـ
وأضاف' أنه يتعين جعل المؤسسات العالمية التي أنشئت قبل عشرات السنين أكثر خضوعا للمحاسبة وأوسع تمثيلا وأكثر فاعلية.وكان مسودة من51 صفحة قد تم اعدادها توضح مقترحات الاصلاح لينظرها مجموعة العشرين.
وتؤكد المسودة أن الدول تدرك أنه يتحتم القيام بإصلاح شامل وسريع لصندوق النقد الدولي باعتبار ذلك مسألة ذات أولوية لزيادة مصداقيته ومشروعيته وفاعليته وخضوعه للمحاسبة, ولعل الإصلاح المحدد الوحيد الأكثر أهمية, هو زيادة سلطة صنع القرار للأسواق الصاعدة والدول النامية في المراجعة المقبلة للحصص في صندوق النقد الدولي أوائل2011,
كما تدعو المسودة التي لا تزال محل تفاوض إلي أن يعين رؤساء المؤسسات المالية العالمية بطريقة تأخذ الموقع الجغرافي في الحسبان, بما يعني تناوب مناطق مختلفة علي رئاسة تلك المؤسسات وإلغاء الاحتكار الإقليمي لوظائف معينة, حيث أنه من المعروف أن منصب رئيس البنك الدولي منذ تأسيسه حتي الآن شغله أمريكي الجنسية في حين شغل منصب صندوق النقد الدولي أوروبي الجنسية.
وبينما يذهب البعض أن زيادة جدية الدول العشرين في اتخاذ خطوات حقيقية نحو الاصلاح قد تخفت في ظل بوادر انفراج الأزمة المالية, وتذهب بعض الآراء الأخري إلي أن اصلاح المؤسسات المالية أمر لا يمكن إلا أخذه بجدية تامة لضمان عدم تكرار الأزمة ويستشهد الفريق الأخير بتكوين ما يسمي' مجلس الاستقرار المالي' قبل قرابة عشر سنوات وتحديدا في أبريل1991, باتفاق وزراء مالية الدول السبع الكبري: فرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا, بناء علي اقتراح من هانز تيتمير رئيس البنك الألماني' دويتشه بنك'.
والآن وقد بدأت بوادر انفراج الأزمة العالمية تحل في الأفق يبقي السؤال: هل الحماس للاصلاح سوف يستمر؟
الأمر الآخر المهم هو قيام الدول الصاعدة بالتنسيق فيما بينها وتكوين تحالفها الخاص بعيدا عن الدول السبع والثماني الكبري, فقد شكلت الصين والهند والبرازيل وروسيا مجموعة' البركس', التي ينظر إليها المحللون كأبرز القوي الاقتصادية الصاعدة علي ساحة الاقتصاد الدولي وأيضا علي الساحة السياسية.
0 تعليقات
إرسال تعليق