الرياض السعودية 

الاحد 15 مارس 2009

مستشار مالي: المشكلة ليست في عدم قدرة البنوك على تحقيق الأرباح ولكن في تسيير أموالها

أضفت النتائج المالية المعلنة من قبل مجموعة سيتي جروب صبغة التفاؤل الخضراء على أسواق العالم المالية، خصوصا بعد أن أظهرت نتائج المجموعة خلال الشهرين الأولين من العام الجاري أرباحا قدرها 8.3 مليارات دولار، وهي المجموعة التي طالما عانت من ويلات الأزمة المالية مع بداية اندلاعها.

حيث دفعت هذه الأرقام الإيجابية المتلقي إلى النظر بعين من التفاؤل في أن هذا يمثل إشارة إلى بداية تعافي العالم من الأزمة الاقتصادية، خصوصا بعد أن تفاعلت أسواق العالم مع هذا النبأ، وبالتحديد الأسواق الأمريكية التي تراقصت على أنغام الأرباح وحققت مكاسب جيدة.

إذ كان الأداء الإيجابي الذي اتسمت به الأسواق الأمريكية بعد نشر الإعلان من التفاعل القوي الذي طرأ على أسهم مجموعة سيتي جروب والتي قفزت في نفس اليوم بقرابة 40 في المائة، مما جعل البعض ينظر إلى هذا السلوك على أنه احتفال في بداية زوال الأزمة.

إلا أن صالح الثقفي المستشار المالي السابق في مصرف ميريل لنيش "Merrill lynch" ، أكد على استمرار العمليات التشغيلية في الوقت الحالي في إظهار أرباح صافية لأغلب البنوك التجارية في العالم في الربع الحالي حتى في البنوك الغارقة في أزمة الأصول المتلاشية والضعيفة رأسماليا مثل مجموعة سيتي جروب المالية.

وأفاد أن ذلك لا ينحيها من خطر الزوال، فالمشكلة لم تكن أبدا في عدم مقدرة هذه البنوك على تحقيق الأرباح ولكن المشكلة تكمن في تسيير أموالها وأموال الغير في استثمارات تلاشت قيمتها بالكامل ولم تعد مراكزها المالية تؤهلها بالقيام بالعمليات البنكية الضخمة كما في السابق.

وأضاف المستشار أن قيام الحكومة الأمريكية بضخ أموال كثيرة في هذه البنوك هو بهدف تمكينها من الاستمرارية للقيام بتقديم الخدمات كما في السابق ولكن يحتاج القطاع المصرفي لتجميع الأرباح عشرات السنين لتقوية المراكز المالية الحالية.وأبان الثقفي أنه مع إعلان إدارة سيتي جروب عن تحقيق أرباح في الشهرين المنتهيين في فبراير2009 من عمليات مصرفية وخدمات استشارية فانه من المتوقع أن تستمر الحاجة لتدخلات أخرى من الحكومة الأمريكية إذا ما استمر الاقتصاد الأمريكي بالتدهور واستمرت البطالة والمؤشرات الأخرى مثل أسعار المنازل في الضعف وهذا هو المهم في وضع البنوك الأمريكية في الوقت الحالي .وأشار أن العالم ملزم بالتدخل لحل هذه الأزمة على الرغم من أنه ليس له مسئولية في حدوث هذه المشكلات المالية الكبرى، إلا أنه من المؤكد أن تؤثر على حركتها الاقتصادية بناء على أي ضعف في الطلب من جانب المستهلك الأمريكي والأوروبي والياباني وغيرهم وهم اكبر المحركين في الاقتصاد العالمي، مضيفا أن هذا ينطبق على دول الخليج التي ستتأثر اقتصادياتها لنفس الأسباب بالإضافة إلى خسائر المنطقة من استثماراتها في الخارج.

0 تعليقات