جريدة المال 

الثلاثاء 2 ديسمبر 2008

رجحت آراء الخبراء والمتعاملين مرور سوق الأوراق المالية المصرية بحالة من التوازن خلال الفترة المقبلة والسابقة لعطلة عيد الأضحى، بدافع من أجواء التفاؤل التي تسود المناخ الاستثماري، والناتجة عن ارتفاع جميع الأسواق العربية والعالمية وتداول بعض الأنباء عن استمرار ارتفاع السوق المحلية خلال الفترة المقبلة، وعدم انخفاض المستويات السعرية للأسهم مرة أخرى لما كانت عليه منذ بداية الأزمة.

أجمع الخبراء على أن القوة الشرائية التي تشهدها السوق في الوقت الحالي، ووجود عدة شرائح استثمارية ما زالت خاسرة حتى في ظل تلك الارتفاعات، سيقلل من حدة مبيعات الأقلية من المستثمرين المصريين البائعين بهدف جني الأرباح، أو المستثمرين الأجانب الذين انخفض تأثيرهم السلبي بعد انخفاض حجم محافظهم في السوق المصرية.

وأوضح أحمد هلال منفذ العمليات بشركة التجاري الدولي للسمسرة CIBC أن سوق الأوراق المالية المصرية ابتعدت تحركاتها عن توقعات الخبراء والأنباء والأحداث الجارية، فبعد انخفاضاتها الموازية لانخفاضات الأسواق العالمية والعربية لفترة طويلة، تحولت إلى الانخفاض حتى في ظل ارتفاع تلك الأسواق، متجاهلة نتائج أعمال الشركات التي كشفت معظمها عن عدم تأثر ربحية الشركات بالأزمة المالية.

وأكد هلال أن البورصة المصرية مرشحة خلال الأيام المقبلة لأحد أمرين الأول: هو اتجاه المستثمرين الأجانب للبيع قبل بداية العطلات الرسمية لعيد الأضحى المبارك، فقد اعتادت الأسواق العربية إجراء عمليات بيعية ضخمة من المستثمرين الأجانب قبل أي أجازات مقبلة بالإضافة إلى اتجاه بعض المستثمرين العرب والمصريين لعمليات بيعية كفرصة لجني الأرباح بعد ارتفاع السوق المصرية لعدة جلسات متتالية وصلت فيها ارتفاعات عدد من الأسهم لحوالي 25%.

ويتمثل الأمر الثاني المرشحة له السوق المصرية: في إقبال المستثمرين المحليين، سواء الأفراد أو المؤسسات على الشراء بقوة نتيجة حالة التفاؤل التي سادت الأجواء خلال عدة جلسات ماضية وبعد تداول بعض الأخبار بتوقعات استمرار صعود السوق عقب انتهاء العطلات الرسمية لعيد الأضحى وعدم عودة الأسعار مرة أخرى لما هي عليه من مستويات منخفضة.

ومن جانبه يرى أسامة جمال المدير التنفيذي بشركة الشروق لتداول الأوراق المالية أن مبيعات الأجانب وتصفية مراكزهم المالية قبل إقفال التداول بسوق المال لفترة بهدف استمرار استثمار أموالهم دون التوقف ليست قاعدة، حيث أن مبيعاتهم المكثفة في السوق المصرية قبل عطلات عيد الفطر كانت نتيجة ارتفاع حجم المخاوف في بداية تداعيات الأزمة المالية العالمية التي سيطرت على أسواقهم المحلية.

وأشار جمال إلى أن السوق المصرية بدأت الدخول في مرحلة شبه مستقلة عن الأحداث الجارية بالأسواق العالمية والأسواق العربية، خاصة بعد ارتفاع درجة التفاؤل السائدة بين المستثمرين المحليين، والتي دفعت القوى البيعية التي استمرت طوال الفترة الماضية للتلاشى نتيجة تمسك البائع بالأوراق المالية الموجودة بحوزته بعد استمرار ارتفاعاتها والتوقعات الإيجابية باستمرار تلك الارتفاعات الراهنة.

وأوضح المدير التنفيذي بشركة "الشروق" لتداول الأوراق المالية أن مبيعات الأجانب العشوائية طوال الفترة الماضية خفضت من قوتهم في التأثير على اتجاه السوق المصرية بعد تصفية أغلب محافظهم المالية، فضلا عن تسويق وزارة الاستثمار للبورصة المصرية في عدة أسواق عالمية لتجتمع جميع العوامل السابقة لاستقرار السوق المحلية واستمرار الارتفاعات التي تشهدها تدريجيا، ولتلاشي أي انخفاضات حادة ومفاجئة مرة أخرى.

وأكد جمال أن السوق المصرية حتى وإن شهدت عمليات جني أرباح خلال الفترة المقبلة مما يضغط على مؤشرها الرئيسي قبل بداية العطلات الرسمية لعيد الأضحى، إلا أن التأثير السلبي سيكون طفيفا مقارنة بالارتفاعات التي شهدتها طوال الجلسات الأربع المتتالية الماضية.

ومن جهته أكد طارق جنة منفذ العمليات بشركة ديناميك لتداول الأوراق المالية أن مخاوف المستثمرين المحليين  من تكرار تعرضهم للخسائر الماضية سواء من وجهة نظر البائع منهم الذي تسرع في فقدان الأوراق المالية المالك لها ثم معاودة ارتفاع أسعارها مرة أخرى حتى ولو بنسبة طفيفة أو من وجهة نظر المشتري الذي دخل في مستوى معين من الأسعار ثم استمر انخفاضها، سيعمل على توازن السوق المصرية خلال الفترة المقبلة وقصيرة الأجل على أدنى تقدير.

وأشار جنة إلى أن تحركات البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة والتي تعتمد على القرارات الاستثمارية للمستثمرين المحليين أو الوافدين من الخارج من خلال الاتجاه البيعي الذي يدعم صعودها أو الاتجاه الشرائي الذي يحد من ارتفاعاتها الحالية تتوقف إلى حد كبير على اتجاه الأسواق العالمية خلال بضعة  جلسات مقبلة.

وأضاف جنة أن مبيعات الأجانب خلال الفترة المقبلة والسابقة لعطلة عيد الأضحى يمكنها التأثير السلبي على شهادات الإيداع الدولية المقيدة ببورصة لندن، ولكن بعيدا عن السوق المحلية التي استطاع المستثمر المحلي الصمود فيها أمام الموجات البيعية النابعة منهم طوال الفترة الأخيرة، فإن تعرضت السوق المحلية لانخفاضات بسيطة ستكون أقل بكثير من تلك المبيعات العنيفة التي شهدتها منذ بداية الأزمة المالية العالمية.

ومن جانبه أكد أحمد خديوى منفذ العمليات بشركة "ثمار" للوساطة في الأوراق المالية أن العطلات الطويلة وارتفاع الأسواق في الوقت الحالي بعد انخفاضات طويلة كان من الممكن أن تشهد عمليات جني أرباح ضخمة ولكن في ظل الظروف الطبيعية، إلا أن الظروف الراهنة ستدفع المستثمرين للاحتفاظ بالأسهم خاصة مع ارتفاع الأسواق العالمية والعربية.

وتوقع خديوي أن تقتصر عمليات جني الأرباح الخاصة بالمستثمرين المصريين الأفراد خلال الفترة المقبلة على 50% فقط منهم، وهي نسبة ضعيفة الأثر على اتجاه السوق المصرية التي لا تقتصر عليهم.

0 تعليقات