البيان الإماراتية 

الثلاثاء 30 ديسمبر 2008

قال سمير عبدي شريك ورئيس إرنست أند يونغ لمجموعة الخدمات المالية الإسلامية في البحرين في حديث خاص لـ «البيان الاقتصادي» أن الصيرفة الإسلامية تمثل جزءا من الحل للأزمة المالية العالمية الراهنة وليست الحل بأكمله ، وأضاف أن الصيرفة الإسلامية لا تزال تمثل نسبة ضئيلة لا تتجاوز 3 % من إجمالي الصيرفة المالية العالمية.

ويرى عبدي أنه من الصعب تحديد حجم خسائر المصارف الإسلامية من الأزمة الراهنة إلا أنه أكد على أن المصارف الإسلامية كانت الأقل تأثرا بالأزمة مقارنة بالمصارف التقليدية نظرا لتمتعها بوضع صحي وامتلاكها سيولة جيدة وبيانات ميزانية إلى جانب حذرها فيما يتعلق بالإنفاق، ونفى عبدي أن تكون المصارف الإسلامية بمنأى عن التأثر بالأزمة كونها تعد جزءا لا يتجزأ من النظام المصرفي العالمي ، وأضاف أنه سيكون من الصعب تحديد حجم الخسائر التي تكبدتها المصارف الإسلامية بفعل الأزمة قبل مرور عام على الأقل. وأبدى عبدي تأييده ضخ الدول للسيولة في أنظمتها المصرفية قائلا إن تحفيز اقتصاديات الدول لا يمكن ان يحدث دون ضخ لسيولة كبيرة في الأنظمة المصرفية للدول.

وقال عبدي إن الصيرفة الإسلامية ستكون موضع ترحيب أكبر في الغرب حاليا بفعل الأزمة المالية العالمية الراهنة لحاجة الغرب للسيولة وحاجة الدول الإسلامية لاستثمار ثرواتها وخاصة أن الأزمة الراهنة خلقت فرصا استثمارية ضخمة في الغرب.

وفي تقرير صدر مؤخرا عن شركة «إيرنست آند يونغ» بعنوان «الفرص المستقبلية لمصارف التجزئة المواكبة للشريعة في الخليج» توقع التقرير أن تشهد أصول الصيرفة الإسلامية نموا في العام 2010 بمعدل لا يقل عن 20 % سنوياً ليفوق حجمها حاجز الـ 5, 1 تريليون دولار، مقارنة ب900 مليار دولار خلال عام 2007 .

وأضاف التقرير أن صناعة الخدمات المالية الإسلامية شهدت في العام الماضي نمواً كبيراً مما رفع من مستوى الوعي العالمي لها، حيث سارعت المؤسسات المالية إلى تقديم مدى واسع من الخدمات المصرفية وفيما يلي نص الحوار :

بساطة الممارسات

تعالت الأصوات مؤخرا بشأن ضرورة الاستعانة بالصيرفة الإسلامية لتكون بديلا عن الصيرفة التقليدية والتي ساهمت بصورة ما في ولادة الأزمة المالية العالمية؟

العالم يتغير فيما يتعلق بالصيرفة الاسلامية حتى ان المؤسسات المالية العالمية اصبحت تنظر بجدية إلى الصيرفة الإسلامية وخاصة أن الصيرفة الإسلامية لا تستعين بالأدوات المصرفية المعقدة المتبعة حاليا من قبل الأنظمة المصرفية المالية العالمية، نظام الصيرفة الاسلامية يتسم بالبساطة وسهولة ممارسات الأنشطة التجارية وأنشطة الأعمال تحت مظلته. الأنظمة المالية العالمية في تغير بعد الأزمة وتتجه نحو تبسيط التعاملات المالية.

هل تعتقد ان نظام الصيرفة الاسلامية هو الحل الأمثل لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية الراهنة؟

هي تمثل جزءا واحدا من الحل وليس الحل باكمله فالصيرفة الاسلامية لا يزال حجمها صغير مقارنة بحجم الصيرفة المالية العالمية .

وقد احدثت تغيرات في طريقة عمل الانظمة المالية العالمية واعتقد انها الحل لمواجهة الأزمة في المنطقة الخليجية والدول الإسلامية. كما أن صناعة الصيرفة الاسلامية تمثل نسبة ضئيلة جدا من عالم الصيرفة اي بنسبة اقل من 3 بالمائة.

هل تعتقد أن هذه النسبة مرشحة للتعاظم بعدما شهدناه من انعكاسات للازمة المالية العالمية التي يعيش العالم اليوم أسوأ تداعياتها؟

اعتقد أن فرص اتساع رقعة الصيرفة الاسلامية متاحة ولكن في ما يتعلق ان كان هذا التوسع سيحدث في القريب العاجل فعلينا الانتظار لنرى الأمر يتعلق بعامل الوقت فقط وخصوصا ان النظام المصرفي العالمي يمر بحالة عدم الاستقرار بسبب الأزمة الراهنة.

هل عانت المصارف الإسلامية من نقص السيولة أسوة بالبنوك الأخرى كنتيجة للازمة؟

ليس بالشكل السيئ الذي شهدناه في البنوك الأخرى بشكل عام والتي تنتهج الصيرفة المعتادة وليس الإسلامية في تعاملاتها المالية وبرأيي أنه من الصعب تحديد خسائر البنوك الإسلامية من الأزمة بالأرقام وكذلك مدى تأثر قطاع الصيرفة الإسلامية بالأزمة الراهنة وفي اعتقادي ان الصيرفة الاسلامية لا يزال وضعها صحيا نظرا لانها تملك سيولة جيدة وبيانات ميزانية.

كما أن المصارف الإسلامية حذرة فيما يتعلق بالإنفاق، وبشكل عام لن نتمكن من تحديد مدى تاثر المصارف الإسلامية إلا بعد مرور عام على الاقل من اندلاع الأزمة ، من الصعب تحديد ذلك، نعم البنوك والمصارف الإسلامية ستتأثر مثل باقي البنوك الأخرى ولكن ليس بالصورة التي تأثرت بها البنوك والمصارف الأخرى. وبشكل عام فإن الصيرفة الإسلامية جزء لا يتجزأ من النظام المصرفي العالمي تأثر وتتأثر به.

هل تعتقدون أن ضخ السيولة هو الحل الامثل لمواجهة الازمة المالية الراهنة وهل هذا الإجراء كافٍ؟

برأيي لا يوجد حل اخر في الوقت الحاضر ولا يمكن السماح بانهيار مؤسسات مالية اخرى ويجب تحفيز الاقتصاد العالمي والتحفيز لا يمكن ان يحدث الا من خلال ضخ سيولة كبيرة في الأنظمة المصرفية للدول.

ما تقييمك لاداء المصارف الإسلامية في دولة الامارات العربية؟

مركز دبي المالي العالمي والبنك المركزي والحكومة الاماراتية تشجع على نماء قطاع الصيرفة الاسلامية في الدولة ، في الماضي كان تواجد البنوك الاسلامية محدودا إلا أنه وخلال السنوات القليلة الماضية نما تواجد المصارف الإسلامية بشكل جيد جدا، حيث أصبح هناك سبعة بنوك إسلامية.

هناك من يقول إن البحرين تمثل مركز الصيرفة الإسلامية في المنطقة والبعض الآخر يؤكد على أن دبي انتزعت تلك المرتبة بجدارة ، برأيك من يقود الصيرفة الاسلامية بالمنطقة وهل هذه الدول قادرة على منافسة ماليزيا مهد الصيرفة الاسلامية؟

من الصعب تحديد من يقود الصيرفة الاسلامية بالمنطقة وفي اعتقادي ان دبي قوية جدا في هذا المجال واستطاعت ان تظهر للعالم قدرتها على قيادة الصيرفة الاسلامية وكذلك البحرين اظهرت بانها مركز للصيرفة الاسلامية لا اعتقد انه من الاهمية القول من الدولة التي ستتفوق على الاخرى في الصيرفة الاسلامية المهم هو تشجيع كلا البلدين في قيادة الصيرفة الاسلامية وإلى المزيد من التطور في هذا القطاع ، وبرأيي أنه من المبكر جدا الحكم في هذه المرحلة.

هل تلمسون منافسة بين البلدين فيما يتعلق بالصيرفة الإسلامية؟

بالتأكيد فالمنافسة مطلوبة فهي تخلق القوة وتجعل كلا منهما أكثر قوة في هذا الميدان، دبي تتمتع بميزة فيما يتعلق بالصيرفة الاسلامية حيث انها تمتلك قاعدة استهلاك قوية إلى جانب وجود بنك دبي الاسلامي ومصرف الامارات الاسلامي وبنك ابوظبي الاسلامي .

الخ لن استغرب إذا ما تفوقت الإمارات في هدا التخصص كما أن الحل الأمثل لا يكمن في زيادة عدد البنوك الاسلامية اذ في البحرين يوجد فيها كم كبير من البنوك الكبيرة والصغيرة ولكن البعض منها لا يمكنه المنافسة.

خطوة جيدة

ماذا عن الاندماجات المصرفية هل هي الحل الأمثل لمواجهة تبعات الأزمة المالية العالمية؟

الاندماجات المصرفية خطوة جيدة بين البنوك الصغيرة والتي لا يمكن ان تكون قادرة على المنافسة اقيلميا وعالميا بدون خطوة الاندماج لذا يجب أن تكون البنوك كبيرة وقوية لكي تكون قادرة على البروز والمنافسة عالميا.

بريطانيا ما زالت تسعى لأن تكون مركزا للصيرفة الاسلامية في الغرب، هل ستنجح بريطانيا في تحقيق ذلك؟

هناك إمكانية كبيرة لتحقيق ذلك وخاصة في ظل تداعيات الأزمة الراهنة فالدول الغربية تبحث حاليا عن السيولة في المنطقة لذلك فإن توجه الصيرفة الإسلامية للغرب سيكون مرحبا به هناك ووجود أصول للصيرفة الإسلامية سيكون أمرا مقبولا كذلك وجيدا في ذلك الوقت للغرب، كما أن الأزمة الراهنة خلقت فرصا استثمارية ضخمة في الغرب.

الاقتصاديات الغربية بحاجة ماسة إلى سيولة بفعل تداعيات الأزمة والدول الاسلامية بحاجة الى استثمار أموالها. وبالتالي النفع سيعود على كليهما، والغرب أيضا بحاجة للاستثمار في المنطقة.

هل تعتقد أن المصارف الإسلامية ستتجه للاستحواذ على مصارف غربية مهددة بالإفلاس بفعل الأزمة؟

لا اعتقد ذلك وبنظري هذا ليس بالاستراتيجية الجيدة.

البنك الدولي نصح مؤخرا الدول الخليجية بعدم الاستثمار من خلال شراء مؤسسات مالية ومصرفية أميركية متعثرة هل تتفقون على هذا الرأي؟

اعتقد ان المصارف الإسلامية ستركز في الوقت الراهن في تواجدها على المنطقة، كما أن هناك تعاونا بين المصارف الإسلامية فهناك مجلس المصارف الإسلامية حيث تجتمع تلك المصارف بشكل دائم لمناقشة فرص التوسع في المنطقة.

هل توجهت البنوك والمصارف الاميركية المتعثرة بفعل الأزمة إليكم طالبا للمشورة في كيفية التعامل مع الأزمة الراهنة؟

لا لم تتجه الينا ولم تطلب العون او النصيحة.

0 تعليقات