خاص مباشر  
الاثنين 27 أكتوبر 2008

يعيش المستثمرون في البورصة المصرية في حالة من القلق والخوف والترقب وسط ما يجري فى البورصة المصرية من إنهيارات وخسائر وصلت إلى حد " خراب البيوت" على حد قولهم فى ظل استمرار التراجعات الدامية التى يشهدها السوق لا سيما بعد تراجع دام لنحو 8 جلسات متتالية فقد المؤشر خلالها نحو 1574 نقطة بما يعادل 25.6 % بدون أسباب مقنعة أو مبررات، الجميع يتساءل متى النهاية لهذا الهبوط، وكل ما يملكونه هو الدعاء بألا تضيع مدخراتهم في أزمة لم يتسببوا فيها .

وفقد مؤشر البورصة الرئيسى أكثر من 60 % من قيمته منذ مايو الماضي بنحو 7000 نقطة والنتيجة .. ضحايا من صغار المستثمرين المصريين الذي راهنوا بمدخرات أسرهم فى الاستثمار بالبورصة يدفعون ثمن التقلبات الحادثة فى السوق، ووقع العديد منهم في أزمات مالية واجتماعية ونفسية عنيفة على خلفية الانهيارات الحادة التى يشهدها السوق حالياً، والتى أصابت البعض بأزمات قلبية بعد أن عرفوا حجم خسائرهم، وإلى مشاجرات ومشاحنات أمام مقار بعض شركات السمسرة بعد أن عرف المتعاملون معها أن أموالهم تبخرت في ساعات.

ولعل حكاية أحمد نصر الدين عبد العال ليست بخافية عن الجميع ، فعبدالعال البالغ من العمر خمسين عاماً وكان يعمل تاجرا للأدوات الكهربائية ومستثمر صغير في البورصة ، وكان قد ادخر المال من العمل لسنوات في الكويت مثل العديد من المصريين الذين يذهبون للعمل في دول الخليج حيث يمكنهم الحصول على رواتب أعلى من التي يحصلون عليها في بلدهم ، لكنه خسر كل مدخراته في انهيار السوق المالية مؤخراً، وعثرت زوجته على جثته بعد أن قام بشنق نفسه.

ويحذر الخبراء من أن التراجعات الحادة التى تشهدها البورصة المصرية ربما تحصد مزيداً من الضحايا مثل عبد العال خاصة فى ظل التحذيرات التى أصدرتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً قالت فيها :" إن الأزمة من المحتمل أن تسبب مشاكل صحة عقلية متزايدة وربما حتى الانتحار ، حيث يعاني الناس من الفقر والبطالة ".

"ضاعة تحويشة العمر " هكذا بدأ محمود حنفى – موظف حكومى – حديثه يقول محمود دخلت البورصة عام 2004 بمحفظة صغيرة نسبياً لم تتجاوز الـ 50 ألف جنيه وهو المبلغ الذى ورثته عن والدى،  وحققت وقتها مكاسب كبيرة دفعتنى نحو الطمع وإضافة المزيد من الأموال فى محاولة لجلب مزيد من الأرباح السريعة وبالتالى قمت برفع قيمة محفظتى ويكمل محمود قائلاً " وها أنا الآن لا أجد من ينقذنى ويساعدنى فى استرداد أموالى الضائعة بعد أن ضاعت تحويشة العمر".

ويضيف محمود قائلاً " أنه على بالرغم من أن العدد الكبير لما يسمى بصغار المستثمرين في البورصة وبالرغم من الدور المحوري الذي تلعبه هذه الفئة المهمة في توفير سيولة مستمرة للسوق، إلا أنها هي الضحية الأولى لهزات البورصة مشيراً إلى أن صغار المستثمرين في السوق هم أقل المستفيدين من صعود المؤشر ,وهم أكثر المتضررين فى حالة هبوطه ".

وقال أحمد على "أتمنى أن يطيل الله فى عمرى وأسترد أموالى التى دخلت بها السوق منذ عام 2007 عندها سأخرج من السوق نهائياً ولن أعود إليه مرة أخرى" ، وطالب أحمد بضرورة التدخل الفوري والسريع للحكومة والمسئولين والقائمين على الاقتصاد فى مصر للمساعدة فى الخروج من تلك الأزمة أياً كانت الوسيلة لافتاً إلى ضخ المزيد من الأموال في السوق وإجبار صناديق الاستثمار الحكومية على الشراء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وقال مصطفى إبراهيم - مستثمر بالبورصة - " كنت استثمر الأموال التى قمت بتوفيرها للزواج العام المقبل ولكن الآن خسرت أغلبها وليس أمامى سوى الانتظار لحين تحسن الأحوال "، وأضاف "يبدو أنى لن أتزوج نهائياً سأعيش عازباً بسبب البورصة " .

بينما يفضل إيهاب خيرى - مستثمر بالبورصة - أن يترك السوق لآليات العرض والطلب رافضاً أي تدخل حكومي ، ولكنه فى الوقت ذاته تعجب من تصريحات المسئولين عن أن الاقتصاد المصرى بمنأى عن الأزمة المالية العالمية فى الوقت الذى تشهد البورصة المصرية خسائر متلاحقة، وتسأل أليست البورصة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد .

وقال إيهاب :" الجميع يترقب مستوى الدعم عند 4500 نقطة والتى فى حالة كسره هبوطاً يصبح الأمر كارثة لا يعرف مداها " وأضاف " بحلم باليوم اللى تنتهى فيها موجة التراجع غير المسبوقة والتى طال أمدها كثيراً ".

ويقول ناجى عبد الهادى سليمان – موظف – :"الخسائر لم تقتصر على الأموال وإنما امتدت إلى أرواح المستثمرين أنفسهم ".

ويضيف قائلاً :" قرأنا خلال الأسابيع الماضية عن ضحايا كثيرين بسبب خسائر البورصة واصافاً إياهم "بشهداء البورصة" والذين انقسمو ما بين منتحر ومصاب بالذبحة الصدرية هذا بالإضافة إلى حالات أخرى بالمئات لم يتم الكشف عنها بالإصابة بـ"الجلطة" وأمراض القلب والعديد من أمراض الجهاز العصبي ويقول ناجى بأنه من المتوقع أن تتسبب خسائر البورصة في حالات "طلاق" عديدة بين المستثمرين بسبب إقدام أحد الزوجين على الاستثمار "سرًا" دون علم الآخر، خاصةً من موظفي وموظفات البنوك والمؤسسات المالية فضلاً عن أن أغلب المستثمرين فقدو أموالهم بخسائر كبيرة تجاوزت الـ 60 % من محافظهم " .

ووسط مايحدث فى البورصة المصرية لم يجد المصريين ملاذا لهم سوى التعبير عن خراب بيوتهم عن طريق النكات التي انتشرت عبر رسائل التليفون المحمول بين المستثمرين في البورصة المصرية.

0 تعليقات