الوفد المصرية  
الاثنين 6 أكتوبر 2008

عقود المشتقات المالية أحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت علي تطوير القطاع المالي عالمياً،‮ ‬خاصة بعد ظهور أدوات مالية حديثة ومتنوعة تغطي احتياجات المستثمرين،‮ ‬من حيث قدرتها علي تجزئة المكونات المختلفة للمخاطرة وفرزها وتوزيعها‮.. ‬ولا‮ ‬يخفي علي أحد أيضاً‮ ‬أن المشتقات كانت جزءاً‮ ‬من الأزمة العالمية التي تكبدتها أسواق المال في الأيام الماضية حيث ارتبطت بالخسائر المالية التي تحدث نتيجة لتغيرات‮ ‬غير مواتية في القيمة العادلة للأداة المشتقة،‮ ‬في السعر والأساس والسيولة والتقييم بالاضافة الي المخاطر الائتمانية التي‮ ‬يتكبدها مالك العقد إذا أخفق الطرف الآخر في العقد في الوفاء بالتزاماته نتيجة الافلاس وهو ماحدث مع بنك‮ ‬ليمان‮ ‬الأمريكي‮.‬

وإذا كان وزير الاستثمار‮ ‬يسعي خلال الفترة القادمة لتأسيس مثل هذه الأداة في البورصة وهي ما تعرف ببورصة‮ "‬العقود‮" ‬باعتبارها احدي آليات تنشيط الاقتصاد وتنميته الا انه في حقيقة الأمر أن هذا الاتجاه صعب التحقيق في ظل القصور الذي‮ ‬يعاني منه سوق المال المحلي فيما‮ ‬يتعلق بالافصاح والشفافية،‮ ‬وعدم قدرة المتعاملين علي استيعاب التعامل من خلال هذه الأداة،‮ ‬في ظل الصعوبة التي‮ ‬يواجهها المتخصصون أنفسهم،‮ ‬وعلي حد تحليل الخبراء فإن التجربة محفوفة بالمخاطروتتطلب وقتاً‮ ‬طويلاً‮ ‬لتنفيذها في ظل‮ ‬غياب الوعي لدي المستثمرين،‮ ‬والافتقار الي الافصاح،ونظم معلومات من شأنه أن‮ ‬يعكس الأوضاع الحقيقية في هذا السوق‮.‬ وعقود المشتقات المالية هي عقود مالية تشتق قيمتها من قيمة أصول حقيقية أو مالية أخري مثل الأسهم والسندات والسلع،‮ ‬والعملات الأجنبية،‮ ‬وتلك العقود تسمي بأصول موضع العقد،‮ ‬ولتلك العقود المالية مدد زمنية محددة عند تحرير العقد،‮ ‬وهي تتيح لمالكها بيع احد الأصول بشروط وبسعر وفي تاريخ محدد في المستقبل‮.‬

ولعقود المشتقات المالية أكثر من نوع منها العقود الآجلة وهو اتفاق تعاقدي بين مشتر وبائع‮ ‬يحرر في الوقت الحالي لتبادل أصل ما بمواصفات معينة مقابل عائد نقدي علي أن‮ ‬يتم التنفيذ في تاريخ لاحق وبسعر متفق عليه من البداية،‮ ‬أما العقد المستقبلي فهو عقد معياري منظم بواسطة بورصة منظمة وهو اتفاق بين مشتر وبائع في الوقت الراهن لتبادل أصل مقابل عائد نقدي في المستقبل علي أن‮ ‬ينفذ في تاريخ لاحق وبسعر‮ ‬يحدد الآن‮.‬ أما عقود الاختيار فهو عقد‮ ‬يمنح الحق وليس الإلزام بالشراء أو البيع لأصل حقيقي أومالي معين ويباع بسعر ثابت ومحدد وللحصول علي هذا الحق‮ ‬يجب دفع مايسمي بعلاوة أو عمولة الاختيار،‮ ‬وبالنسبة لعقود المبادلات فانها اتفاقيات بين طرفين أو أكثر تهدف الي مبادلة الآثارالناجمة عن تدفقات نقدية خلال فترة زمنية معينة‮.‬ إذا كان لعقود المشتقات أهمية فإن لها مخاطر متعددة‮« ‬بهذا بدأ الدكتور رشاد عبده الخبير المصرفي شارحاً‮ ‬عقود المشتقات المالية ومخاطرها‮.‬ وقال ان‮ "‬المشتقات المالية‮" ‬تكمن أهميتها في قدرتها علي تجزئة المكونات المختلفة وتوزيعها علي الراغبين في تحمل المخاطرة،‮ ‬والعمل علي الحد من التقلبات الحادة التي تشهدها أسواق المال فيما‮ ‬يتعلق بأسعار ومعدلات الفائدة وأسعار صرف العملات،‮ ‬والذي كان له الأثر علي السلع‮.‬ وهناك علي حد قوله‮ "‬3‮" ‬متعاملين في عقود المشتقات فالمتحوطون الذين‮ ‬يهدفون لتخفيض المخاطر المصاحبة للاستثمار،‮ ‬والمضاربون الذين‮ ‬يستخدمون المضاربة علي تحركات الأسعار المستقبلية لأصل معين،‮ ‬والمراجحون وهم من محترفي الاستثمار الذين‮ ‬يحققون مكاسب سريعة‮.‬

ورغم أهمية العقود علي حد قوله الا ان مخاطرها متعددة،‮ ‬منها ما‮ ‬يتعلق بالسوق نتيجة تغيرات مفاجئة في القيمة العادلة للأداة المشتقة،وما‮ ‬يتعلق بالائتمان وما‮ ‬يتكبده مالك العقد اذا اخفق الطرف الآخر في الوفاء بالتزاماته المالية،‮ ‬ومخاطر رقابية بسبب فشل الرقابة،‮ ‬أو مخاطر نتيجة أزمة في المركز المالي لمؤسسة مصرفية أو مالية تتعامل في سوق المشتقات،‮ ‬وأيضاً‮ ‬مخاطر التسوية وتصرفات قانونية خاطئة تبطل صلاحية العقد‮.‬ ولذلك كما قال فإن المشتقات جزء أساسي في حدوث الأزمة المالية الأخيرة،‮ ‬حيث ان المشتقات هرم مقلوب،‮ ‬قاعدته أصول مالية ورأسه أصل عيني،ومن هنا كانت الكارثة التي شهدتها أسواق العالم بسبب أزمة الرهن العقاري‮.‬ وقال ان العمل بمثل هذه الأداة في السوق المحلي‮ ‬يتطلب المزيد من المعايير المحاسبية،‮ ‬وافصاحاً‮ ‬عن اهداف استعمال المشتقات،‮ ‬ونظم معلومات وتشريعات قانونية،‮ ‬واذا ما تم ذلك فان التجربة تكون قابلة للنجاح‮.‬ هناك أكثر من عامل‮ ‬يحول دون التفكير في تأسيس والعمل بمثل الأداة حسبما قال الدكتور عمر عبدالفتاح خبير أسواق المال،‮ ‬حيث اننا نفتقر للأطرالتشريعية والقانونية المتعلقة بهذه الأداة،‮ ‬وأيضاً‮ ‬غياب الافصاح والشفافية فيما‮ ‬يتعلق بقيمة الخسائر المتوقعة في حالة تخلف أحد أطراف العقد عن الوفاء بشروط العقد،‮ ‬وكذلك الافصاح عن نوع وأجل أدوات المشتقات المالية المستخدمة وكلها عوامل نفتقر اليها علي حد تعبيره‮.‬

وقال ان‮ "‬التجارب الأخيرة التي شهدتها أسواق المال،‮ ‬وعدم وعي ومعرفة المستثمرين بهذه المشتقات،‮ ‬والافتقار لكوادر مدربة من السماسرة‮ ‬يقف حائلاً‮ ‬دون تنفيذ بورصة المشتقات المالية‮«.‬ ‮»‬قبل الاتجاه للبحث عن أدوات وآليات جديدة لسوق المال علينا تشديد الرقابة وإلزام الشركات بالافصاح والشفافية‮" ‬هو ما قاله الدكتور منير هندي بكلية تجارة الإسكندرية‮...‬

وتابع‮ "اننا نعاني أزمة‮" ‬عدم وعي سواء للمستثمرين أو السماسرة،‮ ‬فكيف في ظل ذلك‮ ‬يكون التفكير في سوق لعقود المشتقات التي تتطلب متخصصين ومستثمرين علي درجة عالية من الاحترافية‮«.‬ فمازلنا سوقاً‮ ‬ناشئاً‮ ‬علي حد تفسيره‮ ‬يتطلب المزيد من الرقابة والتوعية للمستثمرين،‮ ‬وذلك لا‮ ‬يتفق وبورصة العقود،‮ ‬في ظل عجز الجهات الرقابية علي تحقيق التوازن وضبط سوق الأوراق المالية الرئيسي‮.‬ 9‮ ‬بنود تتطلبها سوق المشتقات المالية علي حد تحليل الدكتور احمد النجار خبير أسواق المال لضمان نجاح التجربة‮.. ‬من أهمها إحكام الرقابة من قبل المؤسسات،‮ ‬الافصاح عن القيمة السوقية العادلة للأحداث المالية الافصاح عن سياسة المؤسسة في وضع الضمانات وزيادة كفاءة نظم معالجة المعلومات،‮ ‬وتوافر الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة لكل من المحاسبين‮.‬

0 تعليقات