الخليج الاقتصادي الإماراتية  
الثلاثاء 23 سبتمبر 2008

أكد التقرير الأسبوعي لبنك “اتش اس بي سي” أن الأسبوع الفائت كان واحداً من أشد الفترات اضطراباً في تاريخ الأسواق المالية الذي غير وجه القطاع المصرفي الأمريكي . فإن إفلاس واحد من بنوك الاستثمار الخمسة الكبرى، ليمان براذرز، وبيع بنك آخر ميريل لينش، وإنقاذ شركة أميريكان انترناشيونال جروب AIG للتأمين من قبل حكومة الولايات المتحدة، كل ذلك حدث خلال الأسبوع الذي شهد أيضاً تحول الأسواق إلى التجنب الشديد للمخاطر وتردد البنوك في إقراض الأموال إلى بعضها البعض .

وأعلن ناطق بلسان وزارة الخزانة الأمريكية أن وزير الخزانة الأمريكي ورئيس الاحتياطي الاتحادي يخططان للعمل خلال نهاية الأسبوع لإعداد خطة شاملة مع الكونجرس الأمريكي لمعالجة الأصول المصرفية التي تعترضها مخاطر وتضيق الخناق على النظام المالي .

وفيما يلي نص التقرير:

اليورو

استهل اليورو الأسبوع بالارتفاع إلى أعلى مستوى له في عشرة أيام مقابل الدولار بينما تداعى الحديث عن إنقاذ ليمان براذرز وبرزت الشكوك حول استقرار النظام المالي الأمريكي وبدأت المباحثات حول إمكانية تخفيض معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الاتحادي . غير أن الدولار حقق مكاسب بعد أن أودع بنك الاستثمار ليمان براذرز الذي تم تأسيسه قبل 158 سنةً طلباً لإشهار إفلاسه بعد محاولته الفاشلة لتمويل أصوله الخطرة مما حفز البدء بالتدفقات الآمنة . وفي الوقت ذاته كان السوق أيضاً يستوعب الأنباء بأن بنك أوف أمريكا قد وافق على شراء ميريل لينش في صفقة تضم كل الأسهم تبلغ قيمتها خمسين بليون دولار بينما سعت ميريل لينش وهي أكبر دار وساطة بالتجزئة في العالم للالتجاء من المخاوف بأنها يمكن أن تكون الضحية التالية للاضطراب الائتماني .

وفي سوق ما بين البنوك تصاعدت تكاليف الاقتراض بالدولار لليلة واحدة إلى أعلى من المعدل المستهدف للأموال الاتحادية مما يبين أن البنوك كانت تكتنز النقود بدلاً من إقراضها . وتخفيفاً لمخاوف السيولة، أعلن الاحتياطي الاتحادي بأنه للمرة الأولى في تاريخه البالغ تسعين سنة سوف يقبل أسهماً كضمان لقروض نقدية . وتحركت البنوك المركزية في كافة أرجاء العالم من أجل تخفيف التوتر ومعالجة الانعدام العميق الثقة في أسواق الإقراض قصير الأجل بضخ ما قيمته البلايين من الدولارات من الاحتياطيات المؤقتة سعياً منها لإعادة تدفق النقود قصيرة الأجل إلى المقترضين الذين هم في أمس الحاجة للأموال .

وفي إحدى المرات ارتفعت تكلفة اقتراض الأموال لليلة واحدة بالدولار إلى ما يربو على 10% أي ما يزيد على خمسة أمثال المعدل المستهدف للاحتياطي الاتحادي وهو أيضاً علامة بأن الإقراض بين البنوك بالدولار قد توقف فعلاً . كما أتاح الاحتياطي الاتحادي مبلغاً إضافياً قدره 180 مليار دولار لبنوك مركزية حول العالم من أجل إقراض بنوكها التجارية المحلية كمحاولة لإنعاش تداول الدولار في الأسواق النقدية لليلة واحدة ولأجل . كما قامت بنوك مركزية أخرى بما فيها بنك إنجلترا وبنوك مركزية في منطقة اليورو بإقراض أموال إضافية بعملاتها الخاصة .

وبعدها وصلت الأسواق أنباء تقول بأن الاحتياطي الاتحادي قد أنقذ شركة التأمين أميريكان إنترناشيونال جروب بالموافقة على إقراضها لغاية 85 بليون دولار في إطار خطة مدتها سنتان، وتستهدف الخطة إنقاذ شركة التأمين من إفلاس غير منظم يمكن أن يدمر الاقتصاد العالمي . كما قرر الاحتياطي الاتحادي في اجتماعه المنتظم حول السياسات، إبقاء أسعار الفائدة عند 2% مما يبين القلق بشأن مخاطر الهبوط الحاد للأسعار التي تعترض النمو ومخاطر الارتفاع الحاد في الأسعار المؤدي للتضخم .

وفي آخر الأسبوع، تراجع الدولار أمام العملات ذات الدخل المرتفع كاليورو والاسترليني وبينما أدت خطوات السلطات الأمريكية لرفع المعنويات في الأسواق المالية المنزعجة إلى إنعاش الإقبال العالمي على التداولات الخطرة .

وحث هنري بولسون وزير الخزانة الأمريكي الحكومة على إنفاق بلايين الدولارات لمعالجة الأصول المرهونة الخطرة، بينما قال الاحتياطي الاتحادي أنه سوف يقدم قروضاً للبنوك والمؤسسات لتمويل مشتريات لأوراق تجارية ممتازة بضمان أصول من صناديق السوق النقدي لتمكين هذه الصناديق من تلبية طلب المستثمرين للاسترداد .

وتتوقع الأسواق بأن البرنامج الشامل للحكومة الأمريكية لمعالجة مشكلة الأصول الخطرة قد يدعو إلى قيام وكالة حكومية أو ما شابهها مثل )RTC( Resolution trust Corp في عهد التسعينات من أجل معالجة هذه المشكلة . وكانت RTC قد أخذت على عاتقها قروضاً متعثرةً وأصولاً أخرى خلال أزمة الادخار والقروض في الثمانينات والتسعينات من مؤسسات معسرة وأعادت تأهيلها أو باعتها لمستثمرين .

وتراوحت حركة البيع الأسبوع الماضي بين 4050 .1 - 1،4550 دولار أمريكي لليورو (أي ما يعادل 1606 .5 - 3442 .5 درهم إماراتي) .

الين الياباني

واستهل الين الياباني الأسبوع بخطوة متقدمة نحو أضخم مكسب يومي مقابل الدولار منذ أوائل عام 2002 في ضوء توقعات مشكلات ليمان . فقد حافظ الين على قوته مقابل الدولار والعملات الأخرى ذات العائد المرتفع بينما موجة تجنب المخاطر كسحت الأسواق العالمية .

وحافظ بنك اليابان على ثبات سعر الفائدة لديه بصورة إجمالية في حركة متوقعة على نطاق واسع ولم يغير تقييمه للاقتصاد الذي لا يزال يعتبر بطيئاً .

ومع ذلك، شهد الين أسوأ هبوط خلال يوم واحد مقابل الدولار منذ شهرين عند نهاية الأسبوع عندما أدركت الأسواق أنباء خطط البرنامج الشامل الذي وضعته الحكومة الأمريكية لمعالجة مشكلة الأصول الخطرة في النظام المالي .

ومن الأنباء الأخرى عن الفائدة، سجل الذهب مكاسب قياسيةً ليوم واحد بالدولار يوم الأربعاء مع هروب المستثمرين إلى حيز الأمان في خضم صراع في سوق الأسهم .

وحذت الفضة حذو الذهب الذي سجل أكبر ارتفاع في يوم واحد منذ عام 1995 معبراً عنه كنسبة مئوية .

وتراوحت حركة البيع الأسبوع الماضي بين 50 .103 - 50 .108 ين للدولار الأمريكي (أي ما يعادل 033852 .0 - 035488 .0 درهم إماراتي) .

الجنيه الإسترليني

بدأ الجنيه الإسترليني ضعيفاً مقابل الدولار الأمريكي بينما حققت العملة الأمريكية كسباً مقابل العملات ذات العائد الأعلى لدى زيادة تجنب المخاطر في الأسواق بعد أن طلب ليمان براذرز حمايةً من الإفلاس .

وواصلت المعطيات خلال الأسبوع إظهار تدهور في خلفية الاقتصاد البريطاني- فقد ازداد عدد العاطلين عن العمل ب 32500 في أغسطس/ آب وهو أعلى ارتفاع منذ ديسمبر/ كانون الأول 1992 .

وأظهرت محاضر وقائع اجتماع السياسات لبنك إنجلترا أن ثمانيةً من بين تسعة من صانعي السياسة قد صوتوا لمصلحة الإبقاء على سعر الفائدة عند 5%، بينما صانع السياسة التاسع اقترح خفض 50 نقطة أساس وجرت أيضاً مناقشة زيادة سعر الفائدة .

وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار عند نهاية الأسبوع مع تخفيف حدة التهرب من المخاطر في ضوء توقعات خطة الإنقاذ الشاملة من قبل الحكومة الأمريكية .

وتمخضت عن استقصاء لرويترز جرى في الأسبوع المنصرم تنبؤات بأن بنك انجلترا سوف يخفض معدل الفائدة في الربع الأخير من هذه السنة وأيضاً في الفصول الثلاثة التي تليه لترك سعر الفائدة عند 4% بحلول الربع الثالث من عام 2009 .

وتراوحت حركة البيع الأسبوع الماضي بين 7800 .1 - 8500 .1 دولار أمريكي للجنيه (أي ما يعادل 5379 .6 - 7951 .6 درهم إماراتي) .

0 تعليقات