دبي - شـواق محمد

تسابق المتداولون في السوق السعودية على شراء الأسهم، منذ بداية تداولات اليوم السبت 23-8-2008، ليغلق مؤشر السوق على مكاسب تجاوزت نسبتها الـ5%، في رد فعل سريع وقوي لقرار هيئة السوق المالية الذي يسمح للمستثمرين الأجانب بالدخول إلى سوق الأسهم السعودية، بشكل غير مباشر، من خلال الوسطاء المحليين في إطار (نظام المبادلة)، الأمر الذي وصفه محللون بأنه خطوة إيجابية وضرورية في الوقت ذاته لدعم السوق المحلية ورفع درجة تكاملها مع أسواق المنطقة بل والأسواق الناشئة.

وأصدرت هيئة السوق المالية، الأربعاء الماضي، قراراً بالموافقة للأشخاص المرخص لهم على إبرام اتفاقيات مبادلة، مع الأشخاص الأجانب غير المقيمين (مؤسسات مالية أو أفرادا)، بهدف نقل المنافع الاقتصادية لأسهم الشركات المدرجة في السوق السعودية، لأولئك الأشخاص مع احتفاظ الأشخاص المرخص لهم بالملكية القانونية للأسهم وفقاً للضوابط والشروط التي تضمنها قرار مجلس "الهيئة".

أسهم المصارف ستكون الوجه الأولى التي سيقصدها المستثمرون الأجانب، لما للبنوك من دور مهم في الاقتصاد الوطني

جون سفاكياناكيس

من جهته وصف كبير الاقتصاديين في "ساب" جون سفاكياناكيس قرار فتح سوق الأسهم السعودية أمام المستثمرين الأجانب بشكل غير مباشر، بأنه خطوة تاريخية وهامة، وتسبق خطوة واحدة على طريق فتح السوق أمام الأجانب بشكل كامل.

وأكد سفاكياناكيس -في حديثه مع الزميلة لارا حبيب ضمن برنامج "جرس الإغلاق" من قناة العربية- على أن "القرار" سيتيح للخبراء والمحللين اختبار مدى اهتمام المستثمرين الأجانب بالسوق السعودية، والتعرف على ذلك الاهتمام بشكل واقعي وحقيقي.

وقال "لا تزال هناك خطوة على فتح السوق تماما أمام الاستثمارات الأجنبية، هذه خطوة كبيرة جدا، أصبح لدى العميل في لندن أو باريس أو نيويورك سبيل للاستثمار في السوق المحلية عبر سماسرة للأسهم مرخص لهم".

وتابع المسؤول في بنك ساب "الأجانب سيكونون مسؤولين تماما عن تمويل عمليات شراء الأسهم عبر الوسيط وتحمل المخاطر الائتمانية".

ويرى أن أسهم المصارف ستكون الوجه الأولى التي سيقصدها المستثمرون الأجانب، لما للبنوك من دور مهم في الاقتصاد الوطني، منوها إلى أنه من الضروري الانتظار لمعرفة ردود فعل الأجانب تجاه القرار.

وارتفع المؤشر العام في جلسة اليوم بنسبة 5.18% تعادل 438.19 نقطة، ليغلق على 8901.9 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 246.5 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 203.2 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها حوالي 8.758 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات).

سيولة المصارف

وأكد عضو جمعية الاقتصاد السعودية تركي فدعق أن ما حدث بالسوق السعودية اليوم هو تأثير سريع لقرار السماح للأجانب بالاستثمار في سوق الأسهم عبر الوسطاء المحللين.

وأوضح أن عمليات الشراء التي شهدتها السوق اليوم، جاءت من قبل متداولين محليين استباقاً لدخول الأجانب، خاصة وأن الإجراءات التنفيذية لقرار "الهيئة" قد تنتهي خلال أسبوع.

ويرى فدعق أن "القرار" سيحفز السيولة الكبيرة المتواجدة في المصارف المحلية على دخول السوق السعودية، خاصة على الأسهم ذات المؤشرات المالية الجيدة، والعوائد المجزية.

وتوقع فدعق أن يتجه المستثمرون الأجانب إلى نوعين من الأسهم في السوق السعودية، الأول أسهم شركات العوائد ذات معدلات النمو الجيدة في ربحيتها، والثاني بعض الشركات التي قد لا تكون ذات أداء مالي جيد، ولكن مستقبل القطاع الذي تنتمي إلية هذه الشركات له مستقبل واعد على المدى الطويل.

من جهته اعتبر بنك شعاع كابيتال الاستثماري قرار "الهيئة" بمثابة خطوة أمام انفتاح السوق السعودية، أمام الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيرا إلى أن هذا القرار سيخفف من تردد المستثمرين الأجانب في الدخول إلى السوق السعودية.

ويرى بنك شعاع أن هذه العملية ستسمح بزيادة حجم التداولات في السوق السعودية على المدى القصير، بسبب تهافت المستثمرين السعوديين على شراء الأسهم استباقاً لدخول الأجانب.

ويتوقع "شعاع" أن تؤدي هذه الخطوة على المدى المتوسط والطويل، إلى منح المؤسسات المالية دورا أكبر في السوق السعودية، التي تشهد حالياً -بحسب شعاع- دوراً مسيطراً للأفراد.

وقفز سهم "سابك" بنسبة 6.4% إلى سعر 133 ريالا، سهم "الراجحي" بنسبة 7.97% إلى سعر 88 ريالا، و"الاتصالات" 4.19% على سعر 68.25 ريالا، و"اتحاد اتصالات" 9.65% ليغلق عند 48.25 ريالا.

0 تعليقات