مباشر 

السبت 7 نوفمبر 2009

حول فكرة الاستثمار باسواق الاسهم والعائد والمخاطرة بها، أوضح سهيل دراج -محلل الاسواق المالية العالمية- أن الفرد عندما يصبح لديه فائض من المال "او ما يسمى بالادخار" يبدأ حينها في الاستثمار وتوظيف هذه الاموال ليحقق منها عوائد وحينها سيكون لديه مجموعة من الخيارات اولها واقلها مخاطرة هي الودائع البنكية لكنها تواجه بوجهة نظر شرعية بالاضافة الى ان العائد منها ضعيف نسبيا، اما الجهة الاخرى للاستثمار هي سوق الاسهم سواء المباشر او من خلال صناديق الاستثمار، والاستثمار في الاسهم عادة ما ينطوي على نسبة مخاطرة أكبر من الودائع البنكية، هذا حسبما جاء في لقاءه مع قناة CNBC عربية.

اما عن العوائد بسوق الاسهم، أكد دراج على ان العوائد المنطقية بسوق الاسهم عادة ما تكون بين 20% الى 30% لكن الاسواق العربية والخليجية والناشئة مرت بقفزات كبيرة لذلك اصبح الان كثير من الافراد يرغبون في دخول هذه الاسواق على امل تحقيق عوائد ضخمة جدا تصل الى 200 و300%، لافتا الى ان هذه الطفرة مرت بها كثير من البورصات لكنها لن تستمر لفترات طويلة بالتالي سيعود الجميع مرة اخرى الى الاستثمار في اسواق الاسهم بعائد بين 20 و30% وهو المنطقي للاستثمار باسواق الاسهم.

وبشان مخاطر اسواق الاسهم، قال دراج: أول هذه المخاطر "من الاقوى الى الاقل تاثيرا" هي المخاطر الجيوسياسية "السياسة والعسكرية" كما حدث في العراق وافغانستان وحينها يفقد المستثمر جزء من راسماله وفي هذا النوع لا تفيد عملية التنويع بين القطاعات اوالشركات.

مضيفا: النوع الثاني من الاخطار هي المخاطر الاقتصادية وهي خطيرة جدا والمستثمر لابد وان يدرك بان الاقتصاد يسير في دورات اقتصادية متعاقبة مدتها بحدود 4 او 5 سنوات بالتالي من الخطأ دخول اسواق الاسهم في قمة دورة اقتصادية بل لابد من اختيار توقيت دخول اسواق الاسهم بحيث يكون في بداية دورة اقتصادية صاعدة وليس في نهايتها لانه وقتها سيتعرض لخسائر كبيرة نتيجة الهبوط الكبير في اسعار الاسهم.

والنوع الثالث من الاخطار لاسواق الاسهم بحسب دراج، هو الاخطار البيئية أو الطبيعية مثل الفيضانات والبراكين والتى تحدث احيانا دون سابق انظار لكن على الشخص ان يكون لديه دراية بهذه المخاطر وكيفية التعامل معها.

رابعا، المخاطر التى تخص القطاعات، حيث يأتي مستثمر ليستثمر بقطاع الحاسب الالي فيقوم بالاستثمار في مجال الحاسب الثابت وبذلك فهو يستثمر بالقطاع الخطأ لان العالم تحول الان الى مجال الحاسب الالي المحمول أو ان يستثمر بمجال الالة الكاتبة في ظل وجود اجهزة الكمبيوتر والطابعات بالتالي لابد من رؤية مستقبل القطاع اولا.

والخطر الخامس "كما يرى دراج" هو دخول المستثمر في قطاع مناسب لكن يتم اختيار الشركة الخطأ بحيث تكون شركة ضعيفة من الناحية الاساسية وليس لديها استراتيجية بالتالي يصعد القطاع وتبقى الشركة كما هي، ثم يأتي بعد ذلك خطر التغيرات الادارية بالشركة وعليه يجب تحليل الشركة من الناحية الاساسية بعد تحديد السوق والقطاع.

ويأتي دراج الى الاخطار التى تخص المستثمر نفسه بمعنى ان يستخدم عاطفته في الدخول في الوقت الخاطيء او ان يستثمر جميع الاموال في شركة واحدة.

وفي هذا السياق ولمواجهة هذا المخاطر، ينصح دراج بتنويع المحفظة الاستثمارية الى 3 اجزاء: الاول في الذهب للحفاظ على قيمة المحفظة ضد التضخم، والجزء الثاني في العقار لتجنب التقلبات، والجزء الثالث في اسواق المال او الاسهم.

وبدروه نصح دراج تقسيم الاموال التى تستثمر بسوق الاسهم على مجموعة من القطاعات "بتروكيماويات وبنوك وتجزئة وغيرها"، لافتا الى انه داخل كل قطاع يتم اختيار شركات ذات قوة اساسية.

ويرى دراج انه بناء على هذا التنوع يكون المستثمر قد نجح تكوين محفظة متزنة تتعامل مع جميع المخاطر، مؤكدا على ضرورة ان يكون هدف المستثمر تحقيق ربح منطقي ومقبول والايمان بمفهوم بناء الثروة والبعد تماما عن عملية المقامرة والمغامرة والمضاربة باسواق المال لان نهاية تكون نفس نهاية من يعمل بصالة للقمار بمعنى انها قد تربح عدد من المرات لكن تأتي ضربة اخيرة قاسمة وتكون الخسائر مريرة.

ودلل دراج على وجهة نظره بان اثرياء اسواق الاسهم والعالم الان هم من مستثمرين استطاعوا تكوين محافظ متنوعة واشهرهم بيل جيتس ووارن بافيت.

0 تعليقات