جريدة المال 

الاثنين 2 مارس 2009

اتجه قسم الأبحاث التابع لشركة فاروس القابضة إلى تقسيم توصياته تجاه الاستثمار في الأسهم خلال العام الحالي إلى قسمين رئيسيين أولهما في الأسهم الدفاعية، والثاني في الأسهم التكتيكية –على حد تعبيره - حيث تم تحديد أربعة أسهم على كل قطاع، وتم اختيار الأسهم المكونة لقسم الأسهم الدفاعية من خلال تحليل القطاع والشركة المعنية وفقا لأربعة معايير أولها وضوح رؤية الأرباح المستقبلية، ثم قوة ميزانية الشركة، وثالثها أداء السهم، وآخرها تقييم السعر العادل للسهم .

وأسفرت الطريقة الجديدة التي اتبعتها فاروس في التقرير الاستراتيجي الصادر عنها مؤخرا عن اختيار أسهم المصرية للاتصالات وموبينيل والبنك التجاري الدولي والبنك الأهلي سوستيه جنرال كأهم الأسهم الدفاعية في السوق المصرية، كما رشحت الشركة أربعة أسهم يمكن التعامل معها تكتيكيا والمتاجرة فيها على سبيل إضفاء بعض المخاطر المكونة للمحفظة الاستثمارية حيث لم يتخط أي سهم من الأربعة الاختبارات التي تم تحديدها في الأسهم الدفاعية، بينما تمتلك تلك الأسهم قيمة استثمارية على المدى البعيد، وهي أسهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة والسويدي للكابلات وهيرمس وطلعت مصطفى .

وأوضح التقرير الصادر عن شركة فاروس أن نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأخير من العام الماضي تعتبر دليلا على الأوقات الصعبة المنتظر أن يمر بها الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، والذي اتضحت في تخفيض العديد من المسئولين الحكوميين توقعاتهم لمعدلات نمو الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة بحكم ارتباطه بالاقتصاد العالمي وهو حتى بصورة غير مباشرة .

ورشحت فاروس الإستراتيجية الاستثمارية الدفاعية لتكون سبيل المستثمرين خلال المرحلة الحالية، في ظل الظروف الراهنة والتي أضفت قدرا لا بأس به من الغموض حيال الأرباح المتوقعة للشركات المدرجة، علاوة على انخفاض الأسهم بصورة قوية تعكس التأثر السلبي المتوقع على الشركات، خاصة أن التوقعات تذهب إلى تأثر كل القطاعات والشركات بالأزمة المالية العالمية .

واستبعدت فاروس الأسهم التي لا تتمتع بسيولة مرتفعة في السوق من قائمة الأسهم التي خضعت للاختبار نظرا لتعرضها للمضاربات والتي تدفعها إلى الانخفاض بصورة أكثر من الذي تمر به السوق، والارتفاع بقوة وقت صعود السوق، كما استبعدت الشركات التي تفتقر لوضوح رؤية نموذج أعمالها الخاص والتي اعتمدت على أرباح غير تشغيلية خلال الفترة القليلة الماضية والتي من المحتمل أن تتحول إلى خسائر خلال العام الحالي .

وحول المحاور الأربعة الرئيسية في اختيار الشركات الدفاعية، اعتبر التقرير الصادر عن شركة فاروس القابضة وضوح الرؤية اتجاه أرباح الشركات أهم العوامل في الوقت الحالي بينما أرجأت التقييم إلى آخر تلك العوامل نظرا لانخفاض أهميته في ظل غموض الرؤية تجاه أرباح الشركات في الظروف الحالية، وأضاف أن قطاعات البنوك والاتصالات والمنتجات الاستهلاكية حققت أفضل درجة من وضوح الرؤية تجاه أرباها، في حين افتقر القطاعان الصناعي والعقاري بشكل كبير لذلك تجاه أرباح الشركات التابعة لهما .

وأظهر الائتمان الممنوح من البنوك علاقة مستقرة مع النمو في الناتج القومي المصري خلال السنوات الماضية بغض النظر عن الظروف الاقتصادية المتغيرة، علاوة على قوة البنوك المصرية الكبيرة في مواجهة الأزمة المالية العالمية بفضل قوة ميزانياتها وقاعدة عملائها الكبيرة، ومن جانب آخر أثبت قطاع الاتصالات قدرته على مواجهة الأزمة بفضل تزايد نسبة إيرادات شركات الاتصالات من الناتج المحلي الإجمالي على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، والتي من المتوقع أن تواصل ارتفاعها على مستوى الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، وكما أظهر قطاع المنتجات الاستهلاكية قدرته على مواجهة الأزمة العالمية بأقل خسائر بفضل طبيعته الدفاعية إلا أنه تم استبعاد أسهم ذلك القطاع نظرا لافتقارها للسيولة الكافية في التداول .

وحول المعيار الثاني في ترشيح الشركات أوضحت شركة فاروس أن قوة الميزانية تعتبر من أنسب المعايير لتقييم الشركات في ظل التوقع بانخفاض الأرباح خلال الفترة المقبلة حيث أن قوة الميزانية وقلة الدين على الشركات سيحدد قدرتها على الصمود في ظل الأزمة الحالية حيث أن خدمة الدين تعتبر عبئا لا يستهان به على الأرباح وخلص التقرير إلى أن معظم الشركات المدرجة عبرت ذلك المعيار بنجاح بفضل بلوغ نسبة الدين إلى رأس المال أقل من 100% ما عدا بعض الشركات في قطاعي الاتصالات والصناعي .

أما المعيار الثالث المتمثل في الأداء المقارن أشارت شركة فاروس إلى أن الشركات القوية ذات الأرباح المرتفعة حققت أداء أقل من أداء السوق في حال ارتفاع السوق لفترة طويلة نتيجة اتجاه المستثمرين إلى أسهم المضاربات في حين تتفاعل إيجابيا قبل ارتفاع السوق بفضل قوتها وشمل قطاعا البنوك والاتصالات الأسهم التي توافرت فيها تلك الميزة .

وأوضح التقرير الاستراتيجي الصادر عن شركة فاروس أن إرجاء معيار التقييم إلى المكانية الأخيرة بين المعايير الأربعة التي تم على أساسها تحديد الأسهم الدفاعية المرشحة للاستثمار يرجع إلى عدم وضوح الرؤية تجاه كل من الأرباح والتدفقات النقدية خلال الفترة المقبلة واللتين يعتمد عليهما التقييم بصورة أساسية وأشار إلى أن القطاعات التي أظهرت نوعا من وضوح الرؤية تجاه أرباحها هما قطاع الاتصالات والبنوك وبعض شركات القطاع العقاري .

ووفقا لمحفظة تتكون من الأسهم الثمانية المفضلة لشركة فاروس أوصى التقرير بإعطاء 33.3% من الوزن النسبي للمحفظة لسهم المصرية للاتصالات و 19.3% لسهم موبينيل و 16.8% لسهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة و 13.7% لسهم البنك التجاري الدولي و 6.2% لسهم البنك الأهلي سوسيتيه جنرال و 3.7% لسهم السويدي للكابلات و 3.6% لسهم المجموعة المالية هيرمس و 3.4% لسهم مجموعة طلعت مصطفى .

على صعيد آخر أشار تقرير فاروس إلى أنه تم اختيار أكبر أربعين شركة في البورصة المصرية من حيث رأس المال السوقي وفقا لثلاثة معايير متمثلة في السيولة وتاريخ تحرك السهم ونموذج العمل BUSI- NESS MODEL قبل مرور الشركات الناجحة بالعوامل الأربعة السابقة .

وأوضح التقرير أنه تم استخدام معايير لاستبعاد الأسهم التي تفتقر إلى سيولة كافية مثل حجم التداول اليومي ورأس المال السوقي ونسبة التداول الحر كما أنه تم استخدام المعيار الثاني من خلال مقارنة أداء السهم تاريخية في مختلف الدورات الاقتصادية، أما المعيار الثالث فقام باستبعاد الشركات التي تتسم بعدم وضوح رؤيتها الاستثمارية علاوة على الشركات التي تعتمد على مصادر إيرادات بخلاف الإيرادات التشغيلية وأدت عملية التصفية إلى اختيار 18 شركة من أصل الأربعين التي دخلت في عملية التصفية .

وتوقعت فاروس أن ترتفع إيرادات شركة المصرية للاتصالات إلى 10.658 مليار جنيه خلال العام الحالي مقابل 10.33 مليار جنيه في العام الماضي على أن يرتفع صافي أرباح الشركة إلى 2.8 مليار جنيه مقابل 2.677 مليار جنيه خلال العام الماضي ولفتت إلى أن الشركة تتمتع بوضوح الرؤية تجاه أرباحها المستقبلية والتي اعتبرتها ميزة لقطاع الاتصالات علاوة على أن شركة المصرية للاتصالات تعتبر المشغل الوحيد للهاتف الثابت في مصر كما أنها تتمتع بميزانية قوية وفي الوقت سائلة حيث بلغ صافي الدين إلى رأس المال 4% فقط كما أنه من المتوقع أن تستمر ميزانية الشركة في حالة صحية لمدة عامين على الأقل .

وفيما يخص موبينيل أشارت فاروس إلى أنها تتمتع بوضوح الرؤية تجاه أرباحها مقارنة بباقي الشركات المدرجة بما فيها أوراسكوم تيليكوم الأم علاوة على أن سهم الشركة أثبت طبيعة دفاعية منذ شهر مايو من العام الماضي كما أنه من المتوقع أن يتفوق على أداء السوق في حالة استمرارها في الانخفاض .

وأشار التقرير إلى أن شركة موبينيل حققت أداء ضعيفا فقط في معيار الميزانية نظرا لارتفاع نسبة صافي الدين إلى رأس المال إلى 268% خلال العام الماضي، ولفت إلى أن الشركة تتمتع بتوزيعات نقدية قوية مقارنة بباقي الشركات المدرجة .

وأوضح فاروس أن البنك التجاري الدولي يمتلك ميزانية سائلة جدا حيث بلغت نسبة القروض إلى الودائع 54% فقط، ويعتبر أداء السهم الأكثر تحفظا وقت انخفاض السوق، ومن المتوقع أن يرتفع صافي أرباحه إلى 1.797 مليار جنيه خلال العام الحالي مقابل 1.371 مليار جنيه في 2008.

وقال التقرير إن البنك الأهلي سوسيتيه جنرال يتمتع بميزانية سائلة أقل من البنك التجاري الدولي، حيث بلغت نسبة القروض إلى الودائع 64.5%، إلا أن البنك ما زال يتمتع بأصول تمكنه من التوسع في الإقراض، واعتبر التقرير تداول سهم البنك أقل من قيمته الدفترية مغريا جدا .

وأشارت فاروس إلى أن سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة لم يتخط معيارين مهمين، أولهما رؤية الأرباح وثانيهما التقييم، كما أن السهم لم يستطع تخطي حركة السوق منذ مايو 2008، إلا أنه تم وضعه بين الأسهم التكتيكية المفضلة لفاروس لتوقعها استمرار تمتع الشركة بميزة تنافسية تخص التكاليف، مقارنة بالشركات المنافسة والتي ستمكنه من تحقيق هامش ربح مرتفع، علاوة على نسبة صافي الدين إلى رأس المال 5.9% فقط، كما أن الأداء المقارن للسهم أوضح نشاط المضاربة الناتجة عن بيع نشاط الأسمنت والتي أدت إلى ارتفاع السهم بقوة قبل انخفاضات مايو، كما أن شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة تتمتع بثقل في السوق المصرية وتعمل في صناعات حيوية .

وأضاف التقرير أن شركة السويدي للكابلات تتميز بكونها قادرة على تحقيق النمو في ظل انخفاض الأسواق والدورات الاقتصادية السلبية على الرغم من تعرضها لسوق السلع، كما أن التوسعين الأفقي والرأسي سيعملان معا على تجنب الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية من خلال التوسعين في خطوط الإنتاج والمنتجات نفسها والتوسع الجغرافي .

وعلى الرغم من فشل المجموعة المالية هيرميس في تخطي اختبار الأداء المقارن ووضوح الأرباح المستقبلية، فإنها تتمتع بميزانية قوية وقاعدة أصول قوية .

ورشح التقرير سهم مجموعة طلعت مصطفى لسببين أولهما الأداء التاريخي والقطاع الذي تستهدفه الشركة، على الرغم من فشل القطاع العقاري في تخطي معيار وضوح الأرباح إلا أن فاروس رشحت شركة طلعت مصطفى نظرا لتوقعها أن تحقق أرباحا أعلى من نظيراتها بفضل قوة ووضوح نموذج العمل الخاص بها .

0 تعليقات