skip to main |
skip to sidebar
الأربعاء, فبراير ٠٤, ٢٠٠٩
|
تقارير و اخبار إقتصادية
|
عبداللطيف رجب
أكد عدد من كبار القيادات المصرفية العاملة في السوق أن ما يتردد عن إمكانية عودة نشاط تجارة العملات أو السوق السوداء يعد ضربا من الخيال وذلك لغياب المقومات الرئيسية لوجود هذه الظاهرة في الوقت الحالي مؤكدين أن أحد الأسباب الرئيسية لظهور تجارة العملات عدم توافر الدولار بطريقة سهلة وهذا الأمر لم يحدث بعد.
وقالوا إن لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك المركزي استطاعت منذ فترة طويلة ضبط السوق والقضاء علي تجارة العملة عن طريق إصدار تعليمات مشددة للبنوك بضرورة توفير الدولار لجميع العملاء والمستثمرين الراغبين في الحصول عليه وذلك لتضييع الفرص علي تجار العملة.
وأضافوا أن هذا الأمر ظهر بوضوح خلال الأيام الماضية مع حدوث تراجع ملحوظ في البورصة وإقدام عدد كبير من المستثمرين الأجانب علي الخروج من السوق لتغطية مراكزهم المكشوفة في الخارج وهو ما أوجد حالة من الطلب الزائد علي الدولار ورغم ذلك استقر صرف الدولار عند معدلاته المعتادة دون ارتفاع ويرجع ذلك لتوفير وتلبية احتياجاتهم من الدولار بسهولة.
في البداية يقول ماجد فهمي المدير العام وعضو مجلس الإدارة بالبنك المصري لتنمية الصادرات إنه لا يوجد أية مبررات لعودة تجارة العملات من جديد في السوق وذلك لأن ظهور السوق السوداء أو تجارة العملة يعتمد علي جانبين أولهما سعر الدولار وهذا الجانب ليس مؤثرا بشكل كبير وثانيهما مدي توفره في السوق بشكل سهل لأنه في حالة عدم توافره يتم البحث عن مصادر أخري للحصول عليه وبالتالي تظهر هذه التجارة.
ويضيف قائلا: إن مجلس إدارة البنك المركزي برئاسة الدكتور فاروق العقدة استطاع التعامل مع هذه القضية التي كانت شائعة الانتشار في فترات سابقة منذ توليه المسئولية وذلك بنوع من الحرص والفطنة الشديدة حيث تم توفيره بجميع البنوك العاملة في السوق وترك سعره يرتفع وينخفض طبقا لآلية العرض والطلب.
ويستطرد ماجد فهمي قائلا إن البنك المركزي بهذه الطريقة قطع الطريق تماماً علي إمكانية ظهور تجارة العملات وذلك لأن السوق السوداء بالنسبة للعملة تظهر علي الساحة عندما يكون هناك عجز في الدولار المعروض في السوق ووجود صعوبة من جانب الكثيرين في الحصول عليه نظرا لوجود قرارات مثلا بحظر بيع الدولار للعملاء ولكن هذا كله غير موجود ومن ثم فلا توجد أية مبررات للنشاط تجارة العملات في الوقت الحالي.
ويذكر فهمي أنه مع حدوث انهيار في البورصة خلال الفترة الماضية نظرا للظروف الاقتصادية العالمية وما ترتب عليها من حاجة كثيرين من المستثمرين العرب والأجانب للدولار لتغطية مراكزهم المكشوفة في الأسواق المالية العالية، كان الدولار متوافراً بشكل مستمر ودون صعوبة وهو ما أفسد علي البعض إمكانية ظهور السوق السوداء.
ويضيف أن العملاء كانوا يكتنزون الدولار في بعض الفترات السابقة كنوع من مخزن للقيمة والاستفادة من الفائدة العالية ولكن مع زوال هذه الأسباب تخلي الجميع عن ما في حوزتهم من عملة صعبة وذلك للاستفادة بالعكس من الفائدة المرتفعة علي الجنيه المصري وبالتالي فالدولرة أصبحت غير واردة علي الإطلاق حاليا.
ونفي ماجد فهمي في نفس الوقت وجود أية علاقة بين ما يتردد عن تراجع الاحتياطي النقدي وعودة تجارة العملة مؤكدا أنه لا يوجد تراجع أساسا في الاحتياطي فالنسبة لا تذكر بالإضافة إلي أن الدولرة نشاط يتعلق بالأفراد ولا علاقة له بالاحتياطي النقدي.
ويوضح نبيل الحكيم المستشار ببنك بيريوس - مصر أنه من المعروف أن نشاط تجارة العملات يتوقف بشكل رئيسي علي زيادة معدلات الاستيراد مؤكدا أن هناك تراجعا ملحوظا في حجم الاستيراد في الوقت الحالي وهو ما يحد من خطورة تجارة العملات.
واستطرد قائلاً: إنه في وقت من الأوقات السابقة كانت هناك شريحة كبيرة من العملاء لجأت إلي الودائع الدولارية لتحقيق مكاسب مادية بالإضافة إلي اعتبار الدولار نوعا من الملاذ الآمن حيث يعد مخزنا للقيمة وتزداد قيمته ولكن مع انخفاض معدلات الفائدة وتدنيها للغاية تحول العملاء بودائعهم الدولارية إلي العملة المحلية.
واستبعد نبيل الحكيم إمكانية عودة ظاهرة الدولرة من جديد وذلك لأن نشاط تجارة العملات عادة ما يرتبط ارتباطا وثيقا بحدوث رواج ونشاط اقتصادي بصفة عامة وبالتالي ففي ظل حالة الركود الاقتصادي التي ربما تسيطر علي السوق خلال الفترة القادمة يكون من الصعب ظهوره تجارة العملات في ذلك الوقت.
0 تعليقات
إرسال تعليق