البيان الإماراتية 

السبت 31 يناير 2009

قال خبراء إن الحديث عن خطة التحفيز الاقتصادي الأميركية وإنقاذ البنوك لا يوفر أملا يذكر في تقديم مساعدة ملموسة وإن تزايد البطالة ينذر بصعوبات كبيرة قادمة. وباشر الرئيس باراك اوباما وحلفاؤه الديموقراطيون في الكونغرس حملة نشطة تستهدف جمهوريين في مجلس الشيوخ لا يزال من الممكن اقناعهم بخطة الإنعاش الاقتصادي، بعدما فشلوا في الحصول على أصواتهم في مجلس النواب.

وأقرت خطة الإنعاش الاقتصادي البالغة قيمتها 819 مليار دولار في مجلس النواب بنحو 244 صوتا في مقابل 188، غير ان الملفت انها لم تحصل على تأييد أي نائب جمهوري. وينتشر اليأس في أوساط الأميركيين ففي الأسبوع الماضي وحده أعلنت شركات أميركية منها سبرينت وهوم ديبوت وكاتربيلر وتكساس اينسترمنتس الاستغناء عن أكثر من 60 ألف وظيفة.

وأعلن خلال يناير الاستغناء عن أكثر من 210 آلاف وظيفة. وفي آخر تقرير من مطالبان إعانات البطالة ارتفعت المطالبات الجديدة في الاسبوع الماضي بمقدار ثلاثة الاف في حين بلغت المطالبات المستمرة أعلى مستوياتها على الإطلاق. وبلغت المطالبات في الأسبوع المنتهي يوم 24 يناير 588 ألف مطالبة.

وبشكل عام هناك أكثر من 11 مليون عاطل في الولايات المتحدة بارتفاع 48% عن عددهم قبل عام. ويعني ذلك أن هناك أربعة يبحثون عن عمل مقابل كل فرصة عمل في الولايات المتحدة حسب تقديرات هيدي شيرهولز الاقتصادي في معهد السياسية الاقتصادية في واشنطن. وقالت ان قتامة أوضاع سوق الوظائف تمتد الى كل القطاعات تقريبا.

وأضافت شيرهولز «هناك فعليا ملايين العاطلين الذين ليس لديهم أمل في الحصول على فرصة عمل». وقالت المجموعة البحثية كونفرانس بورد في نيويورك إن فقد الوظائف أسهم في انخفاض قياسي في ثقة المستهلكين هذا الشهر. وأظهر استطلاع أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية أن نحو 75% من موظفي الموارد البشرية في الشركات الأميركية يتوقعون خفض المزيد من الوظائف في الأشهرالقليلة المقبلة.

ويقول الاقتصاديون العاملون على حد سواء ان جهود الرئيس باراك أوباما لدعم الاقتصاد تحتاج لعام على الاقل قبل أن تنجح في اتاحة فرص عمل جديدة. وقالت شيرهولز «إذا طبقت الخطة الصحيحة سيبدأ الاقتصاد في النمو في عام 2010 وسيبدأ سوق العمل في الانتعاش بعد ذلك».

ولا يطمئن ذلك بدرجة تذكر العاملين وأصحاب الأعمال الصغيرة الذي يرون موارد رزقهم تتآكل بسرعة. وقالت انا تشونج التي تعمل في شركة تورد قطع غيار السيارات في ديترويت ميشيجان حيث بلغ معدل البطالة في الولاية 6,10% في ديسمبر «حصلت على هذه الوظيفة منذ أقل من أربعة اشهر وبدأت بالفعل أشعر بالقلق بشأن إمكانية الاحتفاظ بها».

وأضافت «أخشى أن أكون ضمن الدفعة التالية التي قد يتم الاستغناء عنها». وفي اوفرلاند بارك حيث يهيمن مقر سبرينت على المكان يؤدي الاستغناء على الوظائف إلى تداعيات كثيرة. وتقول تريسي اوسبورن رئيسة غرفة التجارة المحلية «وراء كل رقم شخص وأسرة». ويعني فقد الوظائف تراجع مبيعات على نطاق واسع من الخدمات. فايرادات الضرائب تنخفض والأموال التي توجه للمدارس والخدمات الاجتماعية تتقلص.

وفي المجلس الاقليمي لوسط اميركا في كانساس سيتي قال فرانك لينك كبير الاقتصاديين انه أمام كل موظف بشركة يسرح من عمله ستفقد وظيفتين اخريين على الاقل في المتوسط. وبقي الجمهوريون على معارضتهم للخطة التي تقدم بها اوباما لإنقاذ الاقتصاد الأميركي رغم الجهود التي بذلها تجاههم وقد دعا مسؤولي الحزبين ومجلسي النواب والشيوخ إلى البيت الأبيض وتوجه شخصيا الثلاثاء إلى مبنى الكابيتول لإجراء محادثات مع الجمهوريين.

وبدل الديمقراطيون إستراتيجيتهم فدعوا عمالا نقابيين إلى الاتصال بالجمهوريين في الولايات التي تطاولها الأزمة، كما بثوا إعلانا تلفزيونيا يحذر فيه اوباما من عواقب الأزمة الاقتصادية. وبموازاة ذلك، يواصل الرئيس دعواته من اجل أن يعمل الحزبان بالتكاتف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبز إن اوباما «يشعر بخيبة أمل» لكنه «يعلم أن تبديل طريقة عمل واشنطن يتطلب أكثر من أيام قليلة» وأضاف أن الرئيس «سيواصل مد اليد» للجمهوريين.

ورأى اريك ديفيس خبير السياسة الرئاسية في كلية ميدلبوري في فرمونت أن «اوباما يتدبر أمره بشكل ممتاز بهذا الشأن. يمكنه القول انه قام بالخطوة الأولى، انه استمع إلى ما لديهم». غير أن الجمهوريين في موقع أفضل في مجلس الشيوخ منهم في مجلس النواب لإسماع صوتهم.

0 تعليقات