جريدة المال  
الثلاثاء 11 نوفمبر 2008

آثار إعلان شركة "ألكاتيل- لوسنت" العالمية العاملة في مجال شبكات الاتصالات عزمها زيادة حجم استثماراتها في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة تساؤلات عن تأثير هذا التوجه إلى تنشيط قطاع الاتصالات خاصة في ظل مخاوف البعض من دخول القطاع في مرحلة تشبع ووسط توقعات عالمية بدخول قطاع الاتصالات دائرة الركود وخروجه من القطاعات التي ترشحها بنوك الاستثمارات الكبرى.

تباينت آراء خبراء الاتصالات وسوق المال عن مدى تأثير هذا التوجه إلى قطاع الاتصالات حيث آثار البعض إلى محدودية تأثير هذا التوجه نتيجة عمل الشركة في مجال الشبكات والأجهزة مما لا يضفي جديدا للقطاع خاصة أنها تعد مشغلا جديدا يعزز روح المنافسة في القطاع فضلا عن وجود استثماراتها في مصر من قبل.

في حين أكد البعض الآخر أن إعلان شركة ألكاتيل عن توافر فرص استثمارية داخل القطاع من شأنه أن يشجع استثمارات جديدة في المستقبل على التوجه إلى القطاع خاصة في ظل كبر حجم السوق المصرية.

وتعمل شركة "ألكاتيل- لوسنت" في ثلاثة قطاعات رئيسية هي البنية التحتية والتطبيقات والخدمات وتعد شريكا رئيسيا للعديد من شركات الاتصالات في مصر منها المصرية للاتصالات وأوراسكوم تيليكوم وموبينيل واتصالات بالإضافة إلى عدد من شركات الإنترنت مثل"LINK DOT NET" و "TE DATA".

وفي هذا السياق استبعد محمد صديق –محلل مالي بقطاع الاتصالات في شركة برايم لتداول الأوراق المالية تأثر القطاع إيجابا بتوسيع شركة ألكاتيل حجم استثماراتها في السوق المصرية نظرا لطبيعة عملها في مجال الشبكات والأجهزة وليس كمشغل جديد دخل السوق المصرية مثل توجه شركة "اتصالات" كمشغل ثالث للمحمول للسوق الذي أدى إلى تنشيط القطاع وزيادة حدة المنافسة بين شركاته مما ضخ روحا جديدة لقطاع الاتصالات في مصر.

وعن المخاوف من دخول قطاع الاتصالات في مرحلة ركود أكد صديق أن المخاوف تقتصر فقط على شركات المحمول نظرا لتوقعات بانخفاض القوى الشرائية والإنفاق على المحمول خلال الفترة المقبلة متوقعا توجه شريحة كبيرة من مستخدمي المحمول إلى التليفونات الثابتة خلال الفترة المقبلة مما سيعود بالإيجاب على أرباح الشركة المصرية للاتصالات.

وعن تأثير دخول المشغل الثاني للخطوط الثابتة على الشركة المصرية للاتصالات استبعد صديق أي تأثيرات سلبية على المشغل الأول نظرا لاستفادة الشركة من استغلال المشغل الثاني لشبكتها مما يدر عليها أرباحا كبيرة مستبعدا أن تقوم الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات بطرح مزايدة المشغل الأول وذلك لانخفاض قيمة الطرح تأثرا بالأزمة المالية العالمية التي ستستمر فترة زمنية لا تقل عن 3 سنوات.

واتق مع الرأي السابق شريف سامي خبير أسواق المال الذي أكد أنه نظرا لعمل شركة "الكاتيل" في مجال الشبكات والأجهزة وتقديم خدماتها للشركات العاملة بالفعل في السوق المصرية فضلا عن أنها تعد شريكا رئيسيا في هذه الشركات وتواجد استثماراتها بالسوق المصرية فإن إعلان الشركة عن زيادة حجم استثماراتها لن يكون له تأثير جوهري على قطاع الاتصالات.

وأرجع سامي توجه شركة "ألكاتيل- لوسنت" العالمية للسوق المصرية إلى عدم وصول قطاع الاتصالات في الدول النامية لمرحلة التشبع خاصة في ظل زيادة عدد السكان وعدم الوصول لمرحلة النضج الكافي في هذه الأسواق.

وأكد شريف سامي خبير أسواق المال أنه نظرا لعمل شركة "الكاتيل" في مجال الشبكات والأجهزة وعدم تقديم خدماتها للمشتركين بشكل مباشر فضلا عن أنها لديها استثمارات بالفعل في السوق المصرية فإن إعلان الشركة عن زيادة حجم استثماراتها في مصر لم يكن له تأثير مباشر على قطاع الاتصالات.

وأرجع سامي توجه شركة "الكاتيل- لوسنت" العالمية إلى السوق المصرية إلى أن قطاع الاتصالات سريع التطوير في الدول النامية عنه في الدول المتقدمة نظرا لعدم وصوله لمرحلة التشبع.

في حين أشارت جليلة هيكل مسئول قطاع الاتصالات بشركة فاروس القابضة إلى أن تأثر قطاع الاتصالات باتجاه شركة "الكاتيل" إلى زيادة حجم استثماراتها في السوق المصرية سيتوقف على مدى اتجاه شركات الاتصالات العاملة في مصر إلى تغيير إستراتيجيتها التوسعية التي لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي تغييرات فيها نظرا للانشغال بتقديم خدمات الجيل الثالث "3G".

وفي سياق مختلف أكد أحمد النجار خبير أسواق المال أن توجه أي استثمارات إلى السوق من شأنه أن يؤثر إيجابا على القطاع بأكمله ويدعم من حجم الاستثمارات في المستقبل خاصة في ظل الإعلان عن توافر فرص نمو في السوق المصرية مضيفا أن قطاع الاتصالات يرتبط بالدرجة الأولى بعدد السكان الذي وصل إلى 80 مليون نسمة بينما يصل عدد مشتركي المحمول إلى 17 مليون نسمة مما يؤكد توافر فرص النمو وحاجة شركات الاتصالات العاملة في السوق المصرية إلى توسعات مما يخلق فرص تعاون بين شركة ألكاتيل وهذه الشركات.

من جانبه يؤكد هاني حلمي رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية أن السوق المصرية تعد سوقا كبيرة خاصة أنه يعمل بها ثلاث شركات محمول وشركة للخطوط الثابتة مما يستلزم توافر شركة تعمل على مساعدة تلك الشركات على إجراء توسعات وتجديدات لشباكتها ويؤثر ذلك إيجابا بشكل غير مباشر على تنشيط قطاع الاتصالات

.

0 تعليقات