رسالة دمشق من فاطمة إحسان وعزة نصر:

حذر المهندس أحمد عز رئيس الاتحاد العربي للصلب من "اختفاء" بعض شركات الصلب العربية بسبب انخفاض الأسعار.

وقال ان خسائر 3 أشهر قد تقتل شركة للأبد.

وقال ان انخفاض الأسعار النهائية للبيع في ظل هذه الأزمة يسبق انخفاض اسعار المواد الخام، وهو ما يؤكد أن منتجي الصلب ليسوا مسيطرين كما قد يظن البعض علي الأسعار.

وحذر عز من سنة صعبة علي شركات الصلب العربية حتي نهاية 2009 نتيجة انخفاض الطلب عالميا في الربع الاخير من العام الحالي.

ففي دول الاتحاد الأوروبي انخفض الطلب بنسبة 30% وامريكا 35% اما اوكرانيا التي تعد الأكبر انتاجا علي مستوي العالم فبلغت نسبة الانخفاض 65%.. وهو ما ينبغي معه ان نكون أكثر حرصا علي التخطيط للانتاج والصناعة خلال العام القادم كاشفاً انه لم ير حتي الآن بوادر نهاية هذه الأزمة، خاصة وان هناك توقعات بحدوث أزمة مالية ثانية تضرب البنوك وان كان تأثيرها لن يكون بنفس قوة الأزمة الاخيرة.. لافتا إلي ان دورات ثلاث سيمر بها انتاج الصلب العربي قبل ان تعود الحال لما كانت عليه.

واكد علي أهمية التكامل العربي في صناعة الصلب حيث تصل استثماراتها إلي 25 مليار دولار.

وقال خلال رئاسته للاجتماع الأول للاتحاد بدمشق، بعد انتخابه رئيساً له، ان احتياجات الدول العربية من الصلب تبلغ 40 مليون طن سنويا تمثل 3% من الانتاج العالمي.

واشار إلي أن صناعة الصلب العربية حققت ارتفاعا ملحوظا في معدل نمو خلال السنوات الثلاث الاخيرة وصل إلي 8% لتأتي في المرتبة الثانية بعد الصين.

وكشف عز عن تعرض هذه الصناعة لعدة صدمات متتالية بدأت في الثمانينات وازداد عنفها أوائل التسعينيات لتصل إلي ذروتها مؤخراً.

كان الدكتور فؤاد الجوني وزير الصناعة السوري قد اكد في افتتاح الاجتماع ان هناك تحديين يواجهان الصلب في المنطقة العربية وهما تأمين الطاقة الكهربائية اللازمة لها، وتوفير الخردة كمواد أولية للصناعة وتحقيق التنافسية المطلوبة.

الجدير بالذكر ان صناعة الحديد والصلب العالمية والاقليمية تشهد أوضاعا عصيبة لم تشهدها من قبل بل ويمكن القول ان ما تشهده الأسواق حاليا من فوضي واضطراب هي حالة غير مسبوقة في تاريخ هذه الصناعة الحيوية.

وقد تزامن ذلك مع الازمة المالية العالمية التي تمر بها الاسواق الدولية في الوقت الراهن، وهناك ما يشير بالفعل الي ان العاقبة قد تكون أسوأ مع احتمال حدوث ركود اقتصادي واسع وأكثر عمقا، قد يؤدي إلي مجموعة من المخاطر المتشابكة التي تصيب الموقف الاقتصادي الحالي بضعف غير عادي.

وتشير آخر توقعات لصندوق النقد الدولي الي تراجع النمو الاقتصادي العالمي من 5% عام 2007 إلي 3.75% عام 2008 والي 2% فقط عام 2009 وهو أول هبوط علي هذا النمو منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

0 تعليقات