جريدة المال  
الاربعاء 5 نوفمبر 2008

ترددت الأنباء أخيرا عن إنشاء صندوق سيادي لا يقل رأسماله عن 10 مليارات جنيه من خلال مؤسسات مالية وهيئات حكومية لمواجهة تأثير الأزمة المالية العالمية التي ضربت أسواق المال العالمية أخيرا.

أكد الخبراء على أهمية إنشاء صناديق في الوقت الحالي لإمكانية تحقيق المؤسسات المالية فرصا جيدة للاستثمار، في ظل تلك الأسعار المتدنية.

ودعا الخبراء إلى أن يكون الصندوق مغلقا للتأكيد على الاستثمار طويل الأجل، مما يساعد السوق على التماسك وتحقيق مكاسب جيدة، بالإضافة إلى الثقة والدعم النفسي للسوق والمستثمرين.

في البداية أشار الدكتور محمد الصهرجتي –العضو المنتدب لشركة سوليدير للسمسرة في الأوراق المالية- لانتشار مقترح إنشاء صندوق سيادي في مختلف الأسواق العالمية في محاولة لمواجهة الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت أسواق المال.

أكد أهمية إنشاء صناديق في التوقيت الحالي مشيرا لإمكانية تحقيق المؤسسات المالية لفرص استثمارية جيدة في حالة الاشتراك في إنشاء تلك الصناديق نظرا لجاذبية الأسعار في التوقيت الحالي.

أوضح أهمية إنشاء صندوق سيادي برأسمال كبير لمواجهة العمليات البيعية القوية من قبل المستثمرين الأجانب في السوق المصري بعد أن لحقتهم خسائر طائلة بأسواقهم المحلية مشيرا لأهمية هذا الصندوق في إيجاد قوة شرائية تعادل حجم مبيعات الأجانب وتعيد التوازن للسوق بالإضافة لضخ سيولة كبيرة للسوق.

توقع الصهرجتي استجابة السوق بشكل إيجابي في حالة إنشاء الصندوق وصعود المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية مرة أخرى بالإضافة لدوره في إعادة الثقة للمستثمرين المصريين المتعاملين بالسوق الذي اندفعوا في عمليات بيعية اقتداء بالأجانب وخاصة بعد تراجع أسعار GDR.

لفت لوجود العديد من المقترحات خاصة بإنشاء الصندوق من قبل الحكومة المصرية أو الاشتراك مع المؤسسات المالية لإنشائه مؤكدا أن الأهم هو كونه مغلقا أي إنه يستثمر على المدى الطويل مما يقدم فرصة جيدة للمؤسسات لتحقيق مكاسب على المدى الطويل في حال إنشائها مثل تلك الصناديق.

أشار هانى حلمى –رئيس شركة الشروق لتداول الأوراق المالية- إلى أن هذا النوع من الصناديق السيادية نحن نطالب به منذ فترة هو يساعد في زيادة سيولة السوق والفرص الاستثمارية، بالإضافة إلى أنه يعوض خروج الأجانب وبالتالي رأى أنه بالفعل يؤدي إلى ارتفاع البورصة نظرا لكونها سيولة جديدة تعوض السيولة الخارجية من البورصة مؤكدا أنها ستعيد الثقة والدعم النفسي لدى المستثمرين مطالبا بضرورة تدخل المؤسسات بنسبة أكبر لعمل توازن في السوق.

ورأى حلمى أنه في حالة وجود 10 صناديق صغيرة كل منها بمليار جنيه أفضل بكثير نظرا لتعدد الإدارات في هذه الصناديق ومن الأفضل أيضا للشركات التي قامت بشراء أسهم خزينة في الفترة الأخيرة بالاشتراك وعمل صناديق مغلقة خاصة بكل قطاع بدلا من أسهم الخزينة.

أوضح ناجي هندى –مدير إدارة سوق المال ببنك مصر إيران للتنمية- أن إنشاء هذا الصندوق جاء نتيجة للاقتراحات التي طالبت بأهمية إنشاء صندوق سيادي للاستفادة من انخفاض الأسعار الحالية وتحقيق أرباح جيدة.

يرى أنه حتى نضمن نجاح هذا الصندوق يجب أن يتم وضع إستراتيجية طويلة الأجل وليس كما حدث في صندوق الشبح الذي تم إنشاؤه في عام 1997 ورأى أيضا أنه يجب أن تتم إدارته من خلال إدارة محترفة ويكون هدفه شراء الأسهم القوية ذات المراكز المالية القوية حتى يستطيع أن يحقق أرباحا في المستقبل.

ويقترح ألا يدخل الصندوق للتأثير على أسهم المؤشر ولكن لابد أن يتعامل مع السوق بمنطق المستثمر المحترف، وأكد أن هذا الصندوق سيكون له تأثير مباشر وقوي على أداء السوق نتيجة لدخوله كمشتر للأسهم بصفة عامة ويطالب أن يتم إنشاؤه بسرية تامة حتى لا يتم معرفة موعد بداية إنشاءه ولا الأسهم الذي سيدخل فيها حتى لا يعطي مجالا للمضاربة على الأسهم التي سيشتري فيها.

ويرى أيضا أنه لا يجب أن تتم إدارته من خلال إدارات الصناديق الحالية حتى لا يساهم في تعارض المصالح.

ويقترح لتفعيل الصندوق والاستفادة من تكوينه أن يتم تقسيمه إلى عدة صناديق قطاعية يعمل كل صندوق في قطاع معين ويدار بمعرفة إدارة محترفة تحت مظلة واحدة تقوم بوضع إستراتيجية وسياسة واحدة لهذه الصناديق.

وأكد أنه سيساهم في إعادة وبث الثقة لدى المتعاملين في السوق خصوصا إذا دخل هذا الصندوق بشراء الأسهم بغرض الاستثمار طويل الأجل وليس قصير الأجل.

0 تعليقات