وكالة رويترز للأنباء
الجمعة 31 أكتوبر 2008
انكمش الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي 0.3 في المائة في الربع الثالث من العام وهو أشد تراجع في سبع سنوات مع هبوط إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات في ظل مخاوف متزايدة من ركود وشيك.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية إن انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث كان الأشد منذ الفترة ذاتها في 2001 وإن كان يقل قليلا عن معدل انخفاض قدره 0.5 في المائة توقعه خبراء الاقتصاد في وول ستريت في مسح لـ "رويترز".
وينطوي انكماش الاقتصاد في الربع الثالث على تحول حاد عن معدل النمو القوي نسبيا الذي شهده الربع الثاني عند 2.8 في المائة، وتراجع إنفاق المستهلكين الذي يغذي ثلثي النمو الاقتصادي الأمريكي 3.1 في المائة في الربع الثالث وهو أول هبوط في الإنفاق الفصلي منذ الربع الأخير من 1991 والأكبر منذ الربع الثاني من 1980، وتراجع الإنفاق على السلع غير المعمرة - مثل المواد الغذائية والمنتجات الورقية - بأكبر معدل منذ أواخر عام 1950.
وتزامن استمرار فقدان الوظائف مع تراجع أرباح الأسهم وسائر الاستثمارات ليضعا المستهلكين تحت وطأة ضغوط هائلة. وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي تراجع الدخل الشخصي المتاح للإنفاق بمعدل 8.7 في المائة في الربع الثالث - وهو أشد تراجع منذ بدء رصد البيانات الفصلية لهذا المكون عام 1947 - وذلك بعد صعوده 11.9 في المائة في الربع الثاني عندما كان الجانب الأكبر من مدفوعات حزمة تحفيز الاقتصاد لا يزال يتدفق.
وخفض المستهلكون حجم الإنفاق على السلع المعمرة مثل السيارات والأثاث 14.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث وهو أكبر تراجع في هذه الفئة منذ مطلع عام 1987.
ويقول أصحاب معارض السيارات إن المبيعات راكدة عمليا فيما يرجع جزئيا إلى شح الائتمان الذي يجعل تدبير القروض صعبا حتى للمشترين من ذوي الجدارة الائتمانية المرتفعة.
وتبدي الشركات قلقا واضحا أيضا بشأن المستقبل إذ خفضت الاستثمارات 1 في المائة بعد تعزيزها 2.5 في المائة في الربع الثاني، وبهذا تتراجع استثمارات الشركات للمرة الثانية منذ نهاية 2006، وارتفعت مخزونات السلع غير المبيعة 38.5 مليار دولار في الربع الثالث بعد صعودها 50.6 مليار دولار في الربع الثاني.
واستمر ارتفاع الأسعار قويا نسبيا في الربع الثالث مع صعود مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي 5.4 في المائة على أساس سنوي وهي أقوى زيادة منذ أوائل 1990، وحتى مع استبعاد المواد الغذائية والطاقة شديدة التقلب تكون الأسعار الأساسية قد ارتفعت 2.9 في المائة صعودا من 2.2 في المائة في الربع الثاني.
غير أن أسعار السلع الأولية بدأت تنحسر في تشرين الأول (أكتوبر) وقد لمح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) عندما خفض أسعار الفائدة مجددا البارحة الأولى إلى أن قلقه بشأن المستقبل ينصب بدرجة أكبر على ضعف النمو لا التضخم.
0 تعليقات
إرسال تعليق