المدينة السعودية  
الخميس 2 أكتوبر 2008

أكد اقتصاديون أن الأزمة المالية التي تمر بها خطة الانقاذ المالي التي تتكلف 700 مليار دولار جذورها عميقة متوقعين أنها مفتعلة وامرها مرتبط بأزمة الرهن العقاري وما تسببت فيه تلك الأزمة من امور خطيرة ، وبينوا أن الولايات المتحدة تعمل على حلها لكن المبلغ المعلن “ 700مليون دولار” لن يفي بالغرض نظرا لضخامة الأزمة وتراكمات المبالغ التي يطالب بها جميع من يدعون ملكيةالأصل، وقالوا :إن موافقة مجلس الشيوخ على الخطة أمس متوقعة و سيشكل ضغطا على مجلس النواب للموافقة بدوره على الخطة المعدلة في اجتماعه اليوم الخميس.

ووصف المحلل الاقتصادي الدكتور محمد دليم القحطاني الأزمة الأمريكية الراهنة والتي تأثرت بها أسواق العالم ، بأنها “لعبة الأزمة الأمريكية” ..مشيرا أن ما يعيشه العالم هو تكتيك أمريكي برعت إدارة الرئيس الأمريكي بوش الذي يستعد لتوديع البيت الأبيض في تسويقها بشكل محترف ..مضيفا أن أمريكا تحاول من خلال تلك الأزمة المفتعلة استعادة ملايينها التي فقدتها في العراق إذ بلغت تكليف الحرب ما يقارب 60مليار دولار وبالتالي فهي تحث العالم على المساهمة في استعادة الأموال بشكل او بآخر .

وحول رؤيته لتأثير الأزمة المفتعلة “حسب وصفه” على منطقة الخليج العربي قال: لاشك أن دول مجلس التعاون الخليج العربي ستتأثر بشكل او بآخر خاصة إذا علمنا أن الإمارات وأبو ظبي لديها استثمارات في أمريكا تفوق التريليون دولار بالاضافة إلى المملكة التي تصل إلى حوالى 850 مليار دولار مشيرا إلى أن من أكثر دول المنطقة تأثرًا بالأزمة هي سلطنة عمان .

وقال القحطاني ان أمريكا بتلك الأزمة كشفت المستور وإلا بماذا نعلل ارتفاع سعر الدولار مقابل العملات الأخرى ببلد تعاني انهيارا في اقتصادها ، كما أن انخفاض أسعار البترول له دلالات خاصة إذا ما علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أكثر الدول استهلاكا واستيرادا للنفط السعودي.

وعن رأيه في الحل الأمثل للخروج من تلك اللعبة “كما وصف” قال اعتقد أن الحل هو خلخلة النظام الاقتصادي الأمريكي ، واشنطن تريد التخلص من ديونها وكونها أقوى اقتصاد عالمي تسيطر على 43 في المائة منه يجعلها حريصة ‘لاستعادة هيبتها خاصة انها تملك سلاح الاموال الاجنبية المستثمرة داخلها .

من جانبه رأى الدكتور علي دقاق الخبير الاقتصادي أن الأزمة ليست وليدة الساعة بل هي

منذ 2006م بدأت بالرهن العقاري تبعتها أزمة الإئتمان التي أتت كنتيجة لعصر الإقطاع وعصر الإشتراكية ، .واكد أن النظام الرأسمالي يعمل بمفهوم « دعه يعمل دعه يمر» لا يراعي الحقوق بفرديته المطلقة والاشتراكي لايراعي الفطرة في حب الملكية لدى الافراد .

. وأشار إلى أن نفس الأشخاص الذين اقترحوا 50 مليارا لانقاذ الاضطراب في الرهن العقاري مع بداية الأزمة في بداية 2007 هم نفس الأشخاص الذين يقترحون 700 مليار الآن . واضاف الدقاق : ماهو حاصل من نقاشات حول دعم الموافقة على خطة الانقاذ من عدمها ففي كلتا الحالتين ستؤدي الى ضعف الدولار وسيرتفع النفط وهذه نقطة التأثير على أسواقنا في المنطقة .

ففي حالة الموافقة يعني عرض أكبر للدولار وعجز أكبر للخزانة الأمريكية . وفي حال عدم الموافقة قد ينهار الاقتصاد وربما يحترق ويحرق الاقتصاد العالمي معه وقد لا ينهار !!!.

وبعد الموافقة والتي أعتقد أن 700 لاتكفي وربما تريليون دولار أيضا لاتكفي لانقاذ قطاع مالي يترنح بأصول هشة تتجاوز 4 تريليونات من الدولارات ومع حركات التأميم السلمية التي تمارسها الحكومات الرأسمالية متحركة بخطى اشتراكية مما زاد من التزامتها المالية تجاه الحكومات الأخرى خاصة اليابان والصين وبعض دول أوروبا والخليج. أي انه مع زيادة ديون أمريكا هل ستجد من سيقرضها على طول الخط أم سيتغير الاعتقاد السائد بأن بلد الأحلام تقترض والناس نيام على طول الأزمان ويكون هناك حد لمثل هذا السلوك القائم على الصرف من أموال الغير؟! .

أخيرا أقول

1) إنه ومنذ استقلال الولايات المتحدة عن حليفتها بريطانيا عام 1776م حدث في العالم مايقارب 311 حربا كانت أمريكا طرفا في أكثر من 224 منها .

2) الاقتصاد الأمريكي يحتاج للحروب ،هذا رأي الاقتصاديين الامريكيين وسمعته من بعضهم مباشرة ومجاهرة والتحقيقات المتتالية حول اغتيال جون كنيدي عام 1963 تؤكد ذلك .

3) عندنا دولارات ورق في ورق والبنوك المركزية بدأت التوجه نحو الذهب الصين بشكل خاص .. فهل نفعل ؟

4) قد نرى نظاما مصرفيا جديدا يعتمد قاعدة الذهب يبدأ من الصين ويكون الإيوان أقوى عملة في العالم .. فهل نتحرك ؟

اما عن التأثير على الخليج العربي هو ما نشاهده حاليا من تناقص السيولة لدى البنك وارتفاع الفائدة لتعويض المبالغ المدفوعة لمؤسسة النقد وتعويض ذلك بمايدفع لأصحاب الودائع .وتأثر أسواق الخليج خاصة قطاعات البنوك والبتوركمياويات .وعن علاقة المملكة بذلك أكد الدقاق انه بالنسبة للعملة السعودية إن تأثر الدولار سيتأثر الريال والعملات الأخرى إن لم تتم الموافقة بسبب انخفاض النفط وتأثر الدولار وأشار الدقاق إلى ان عدم الالتزام بأخلاقيات الأعمال تسبب في هذه الأحداث مشيرا إلى أن الشركات الخليجية التي لها استثمارات في الولايات المتحدة هي ما سيتأثر . مشيرا إلى أن الأزمة مستمرة دون رؤية واضحة في المستقبل .

0 تعليقات