دبي - الأسواق.نت


دفعت الاضطرابات في أسواق المال العالمية الكثير من المستثمرين السعوديين وغيرهم إلى التهافت على شراء الذهب، ما أدى إلى ارتفاعه بصورة كبيرة، وقال متعاملون في السوق إن مستثمرين سعوديين قاموا -خلال الأيام الماضية- بشراء كميات كبيرة من الذهب تفوق ما تمّ شراؤه في جميع منطقة الشرق الأوسط.




وقام نحو 16 مستثمراً سعودياً -خلال 72 ساعة التي أعقبت يوم الاثنين الماضي- بشراء كميات من الذهب بلغت قيمتها نحو 5.6 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال)، فيما قام مستثمرون آخرون بصفقات مشابهة قد تتجاوز هذا الرقم بكثير، وذلك وفقا لما نشرته جريدة "الحياة" اللندنية اليوم الأحد 28-9-2008.



وأكّد خبير الذهب السعودي سامي المهنا أن لجوء المستثمرين إلى الذهب في مثل هذه الظروف هو أمر طبيعي، إذ يعتبر الملجأ المضمون في كل زمان ومكان، مشيراً إلى أن الوصول إلى أرقام محددة عن عمليات الشراء التي قام بها سعوديون خلال الأيام الماضية «صعبة جداً، إلا أنه أكّد أنها كبيرة جداً، وتدل على قدرة المستثمر السعودي على التكيف مع الظروف المحيطة به، واختياره الاستثمار المناسب في الوقت المناسب". وأضاف أن ما حدث قبل أسبوعين حين قفزت أسعار الذهب 120 دولاراً في يوم، وهو ما لم يحدث في تاريخ السوق منذ نحو 150 عاماً، كان دليلاً واضحاً على إقبال المستثمرين من مختلف دول العالم على شراء الذهب ومن بينها حكومات أيضاً. وأوضح أن عمليات الشراء التي يقوم بها مستثمرون سعوديون تصب في مصلحة المملكة، خصوصاً أن التوقعات تشير إلى أن الذهب مقبل على ارتفاعات كبيرة خلال الفترة المقبلة، قد تدفع بالأسعار إلى أن تتجاوز 1000 دولار، فيما أوصلها بعض المحللين إلى 1500 دولار.



وكان الذهب قفز إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع في التعاملات الأسيوية، بعد أن هبط الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في أسابيع عدة أمام اليورو، بفعل أجواء الشكوك التي تحيط بخطة الإنقاذ المالي التي أعلنتها الحكومة الأمريكية. وصعدت أسعار الذهب للمعاملات الفورية إلى فوق 900 دولار للأوقية، مرتفعاً 8% عن مستوى الإغلاق في سوق نيويورك الاثنين الماضي، عندما سجلت مكاسب بلغت أكثر من 3 في المئة. وصعدت العقود الآجلة للذهب للتسليم في ديسمبر/كانون الأول في بورصة كومكس في نيويورك 5.3 دولار للأوقية لتتجاوز 910 دولارات.



من جانبه، قال محمد الخلف (تاجر ذهب) إن تقلب مسار سعر الذهب بين الصعود فينة والهبوط أخرى، ثم العودة مجدداً للهبوط والصعود في تحركات سريعة التذبذب والتغير، هيمنت على تداولاته حتى في إطار الجلسة الواحدة، بحيث صار هذا التقلب هو الملمح البارز لسوق الذهب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بعض المحللين إلى توصيف هذا الوضع بأنه يعكس غياب وجود مسار واضح للاتجاه الذي سيسلكه سعر الذهب، مؤكداً أن استمرار الأزمة المالية العالمية ستدفع بمؤشر السوق نحو الصعود بشكل مستمر. وأضاف أن استمرار اضطراب الأسواق المالية قد تدفع بالمضاربين إلى التوجه إلى بورصات الذهب، كما سبق وأن فعلوا في أسعار النفط، إذ كانوا أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع الأسعار ووصولها إلى أرقام تاريخية، وحدوث أزمة طاقة في العالم، وفي دخولهم قد يؤدي إلى أزمات حقيقية في سوق الذهب. وأضاف أن لدى المضاربين قدرة كبيرة على التلاعب بأية سوق يتمكنون منها، كما أنهم في العادة في مأمن من أية مساءلات قانونية، إذ يكونون حريصين على القيام بأعمالهم من خلال الثغرات الموجودة التي تسمح لهم بذلك.

0 تعليقات