الوفد المصرية  
الاثنين 21 يوليو 2008

بعد التراجعات المتتالية التي شهدها سهم شركة بايونيرز القابضة فاقدا أكثر من 12 جنيها خلال تعاملات الأيام القلية الماضية وذلك بعد موجة صعود وصل معها السهم إلى أعلى مستوياته ملامسا مستوى 30 جنيها.. أثير العديد من علامات الاستفهام حول وضع السهم كان أهمها.. هل يكرر السهم سيناريو المصرية للاتصالات التي وصلت عند طرحها لأعلى المستويات ثم تراجعت بحدة لتسجل أدنى مستوياتها عند نفس سعر الطرح وهو 12.40 تقريبا؟

في الحقيقة هذا سؤال كان مثار اهتمام المستثمرين في البورصة خلال الأيام القليلة الماضية بسبب التراجعات غير المتوقعة في أداء السهم.. فالسهم الذي تم إدراجه منذ أسابيع قليلة من خلال طرح خاص للمؤسسات والعملاء وأصحاب الملاءة العالية بنحو 5 جنيهات استطاع أن يحقق ارتفاعات وصلت 600%، بدأها منذ اليوم الأول بارتفاع بلغ 100% يسجل السهم 10 جنيهات.

واصل السهم موجة الصعود القوية إلى أن لامس مستوى 30 جنيها دون إجراء عمليات تصحيح طوال 9 جلسات ارتفاع متتال إلا أنه فجأة وبدون مقدمات شهد تراجعا عنيفا إلى أن وصل لمستوى سعري بلغ نحو 16 جنيها.

ومع هذا التراجع كان السؤال هل يتكرر نفس السيناريو الذي شهده سهم المصرية للاتصالات منذ قرابة العامين عند طرحه، وكان له ضحايا بالمئات..؟ فهل يحدث هذا مع سهم بايونيرز القابضة والذي أحدث ضجة غير مسبوقة في البورصة وهيئة سوق المال نتيجة للارتفاعات المتتالية والتي دفعت رئيس هيئة سوق المال لمحادثة هاتفية لإدارة الشركة للكشف عن خططها المستقبلية منعها للاجتهادات والتكهنات العشوائية.

في الحقيقة أن آراء الخبراء والمحللين في البورصة تباينت مؤكدين أن المقارنة بين المصرية للاتصالات وبايونيرز ظالمة، لاختلاف التوقيت وأداة الترويج والطرح نفسه.

وقالوا إن المصرية للاتصالات كانت طرحا عاما وشهدت عملية ترويج من قبل الحكومة لم يشهده سهم آخر في البورصة، حيث ساهم هذا الترويج في استقطاب أكثر من 70% كمستثمرين جدد في البورصة وأوضحوا أن هذا لم يحدث مع بايونيرز، سواء من حيث الاكتتاب الذي اقتصر على فئات معينة أو عملية الترويج التي شملت العملاء فقط.

شتان بين الشركتين. . فالمصرية للاتصالات شهدت تراجعا بعد اليوم الأول من التداول..عكس بايونيرز الذي انخفض بعد 9 جلسات صعود، بهذا بدأ ياسر سعد خبير أسواق المال معقبا على وضع الشركتين.

وقال إن سهم المصرية للاتصالات وصل في أول يوم تداول للطرح إلى مستويات سعرية عالية اقتربت 30 جنيها، وهو ما تحقق مع بايونيرز ولكن بعد 9 جلسات تعامل.

كما أن عملية الطرح مختلفة بين الشركتين فالاتصالات كان طرحا عاما أتيح للمئات من المستثمرين والمواطنين فيما شهد بايونيرز طرحا خاصا اقتصر على المؤسسات والعملاء وأصحاب الملاءة المالية العالية.

ولأنه على حد قوله ارتكاز الشركة على عملائها الذين يتجاوزون 100 ألف عميل، بالإضافة إلى قلة الأسهم المطروحة فإن السهم شهد ارتفاعات قياسية خلال 9 جلسات دون عمليات تصحيح وهو الأمر الذي آثار الخوف ليتأكد ذلك مع الانخفاضات المفاجئة وتعرض العديد من المستثمرين للخسائر. وطبقا لكلامه فإن بايونيرز تم طرحه مع نهاية دورة الصعود في البورصة عكس المصرية للاتصالات التي تزامنت مع نشاط الأسواق العربية، وفوائض البترول التي استثمرت في البورصة منذ عامين وبالتالي فإن التراجعات التي شهدها السهم كانت متوقعة نظرا للمغالاة الكبيرة للمستويات التي وصل إليها.

وحسبما ذكر الدكتور أحمد النجار خبير أسواق المال فإن قلة عدد الأسهم المطروحة، والتي تبلغ نحو 500 مليون سهم وأغلب هذه الأسهم لا يتم التداول سوى على نسبة بسيطة منها لا تتعدى 22 مليون سهم ساهم في قلة المعروض مقابل زيادة الطلب وهو ما أدى إلى ارتفاع السعر لأكثر 600%، مع استمرار احتفاظ باقي المستثمرين سواء كانوا مؤسسات أو أفراد بالأسهم.

وقال إن المستحوذين على نسبة كبيرة من سهم الشركة هم العملاء بالشركة الذي يتجاوزون 100 ألف عميل وذلك فهم المسيطرون على عملية البيع والشراء هذا بالإضافة إلى أنها تمثل 15% من السوق.

كما أن الشركة لا يزال النشاط الملموس لديها هو نشاط السمسرة، ولم يلمس أحد الأنشطة الأخرى خاصة في الاستثمارات المباشرة، اللهم سوى مشاركتها كمساعد في عمليات الترويج الطردي التي تتم لبعض الشركات على المستوى الإقليمي.

وعلى حسب تعبيره فإنه من غير المعقول أن يصل السهم إلى هذه المستويات الكبيرة التي وصل إليها دون معرفة نتائج أعمال الشركة التي لم تعلن بعد.. وأن السعر المقبول للسهم ما بين مستوى 15و20 جنيها، أو أقل من ذلك أيضا.

ومن ناحية أخرى نفى مسئول بالشركة وجود تلاعبات على السهم.. وقال: لا أعرف لماذا الهجوم المتواصل على أداء السهم رغم أن هناك العديد من الأسهم الأخرى شهدت ارتفاعات خيالية تم طرحها في توقيت طرح السهم.

وأضاف: أن هذه الضغوط دفعت هيئة سوق المال بالإفصاح عن الخطط المستقبلية للشركة وهو ما تم الالتزام به.

يذكر أن سهم بايونيرز شهد خلال جلسة الأمس ارتفاعا ملموسا بعد موجة التراجع الكبير الذي شهده خلال الأيام الماضية.

0 تعليقات