اختلف خبراء ومحللي سوق المال فيما بينهم حول قيد شركات السمسرة وتداول أسهمها بالبورصة.

ففي الوقت الذي يري فيه البعض حاجة السوق وتعطشه لبضاعة جديدة تعيد له بعض الحياة خاصة بعد حالة الركود التي سيطرت عليه خلال الفترة القليلة الماضية مطالبين زيادة عدد الشركات في هذا المجال خاصة أن القطاع غير مغطي بالبورصة المصرية.

وطالبوا أيضا بضرورة تنويع شركات السمسرة لمصادر تمويلها واستثماراتها إلا أن البعض الآخر تخوف من امكانية قيام كل شركة بتوجيه عملائها للاستثمار في اسهمها المقيدة بالبورصة والتلاعب في السوق من خلالها مؤكدين أن نجاح تجربة بايونيرز لا يمكن تعميمه علي الشركات الأخري لأن بايونيرز شركة قابضة ذات توسعات محلية واقليمية كبيرة بالاضافة لامتلاكها لملاءة مالية جيدة قد لا تتوافر في شركات السمسرة الأخري.

بداية يرحب مصطفي بدرة ـ محلل وخبير سوق المال بطرح شركات السمسرة اسهمها للتداول بسوق المال مشيرا إلي أنه اتجاه جيد ولابد من تنويع شركات السمسرة مصادر تمويلها واستثماراتها لضمان زيادة أرباحها التي تعود علي المستثمرين وعدم اقتصارها فقط علي نشاط الوساطة والسمسرة. وأضاف أنه في أوقات هدوء الاسواق لا ترتفع أرباح شركات السمسرة حيث تعتمد في الاساس علي عمليات البيع والشراء أو التداول مما يوضح أهمية تنويع تلك الشركات لمصادر تمويلها واستثماراتها.

وتوقع بدرة حدوث طفرة مع اضافة شركات بالسوق المصرية لما تضفيه من بريق للسوق وعمق يدعم أداء السوق مطالبا بضرورة التزام تلك الشركات بمبادئ الافصاح والشفافية والحوكمة.

وأشار إلي أهمية وجود سيولة بالسوق يمكن معها إجراء عمليات جني أرباح في حالة اضافة شركات جديدة للبورصة.

ومن جانبه أوضح مصطفي الاشقر محلل مالي، أن دخول شركات السمسرة إلي البورصة يعد اتجاهاً غير جيد حيث لا توجد شفافية من تلك الشركات لأنها اعتادت علي المضاربة في السوق كما أنها لم تصبح أكثر شفافية من قبل حتي تطرح أسهمها بالاضافة إلي حدوث نوع من التوجيه للعملاء بطريقة غير مباشرة لأنهم في الأصل سماسرة وليسوا مستثمرين ولا يوجد لديهم منتجات بينما هم شركات خدمية.

ويضيف الاشقر أن هذه الشركات أيضا لم تقم في البداية علي فكر استثماري لكنها قامت علي السمسرة وجذب العملاء مما يتطلب تغيير النظام الاساسي لعمل الشركات ونظام الادارات لهذه الشركات وهذا بالطبع لم يحدث.

ويري أنها تعتبر فرصة كبيرة لشركات الوساطة المالية لتحقيق الأرباح والشهرة مما يعطيها قوة من خلال رؤوس الأموال لأنه كلما زاد رأسمال الشركة زادت قوتها واقراضها للعملاء مثلما حققت بايونيرز 5.2 مليار جنيه من خلال الطرح مما يعتبر رقماً ضخماً بالنسبة لشركة أوراق مالية مما يجعلها بعد فترة مؤسسة مالية شرق أوسطية.

ويستطرد الاشقر قائلا: إن هذا يعطي فرصة لشركات السمسرة للسير في هذا الاتجاه مشيرا إلي أن السوق المصري سوق نام تحدث به تغيرات ومهاترات سريعة وقوية ولا مانع من الطموحات مادامت تفيد السوق ولكن دخول شركات السمسرة للبورصة قد لا يضيف عمقاً للسوق.

ومن جهته رأي محمد فتح الله ـ مدير التسويق بشركة اوبيما لتداول الأوراق المالية ـ أن الوقت الحالي ملائم لطرح شركات جديدة خاصة في ظل حالة الركود المسيطرة علي الاسواق مشيرا لأهمية وجود طروحات في تلك التوقيتات لأسهم قوية تعيد للبورصة نشاطها وتنعشها مرة أخري مشيرا لما حدث في طروحات المصرية للاتصالات حيث استطاع جمع سيولة كبيرة من السوق وكان طرحا قويا وأيضا موبينيل والعديد من الاسهم الأخري التي تم طرحها في أوقات ركود بالسوق المصرية.

أضاف أن أهمية وجود طروحات بالسوق تستوعب السيولة الموجودة بالسوق لمنع حدوث تضخم في أسعار الاسهم كما يحدث في أسهم المضاربات مشيرا إلي أنه في حالة عدم وجود أسهم جيدة يتجه المستثمرون لأسهم أخري ليس لها هوية واجراء جيمات ومضاربات.

وذكر فتح الله أن السوق بحاجة لمزيد من الطروحات الجيدة لشركات السمسرة والوساطة وإدارة المحافظ بالبورصة المصرية خاصة أن هذا القطاع بالبورصة غير مغطي ويحتاج لمزيد من الشركات التي يتم قيد اسهمها بالبورصة.

وأشار لطرح بايونيرز الذي شهدته البورصة المصرية مؤخرا حيث إن حجم التنفيذ كان قويا وصعد السهم بقوة وفاجأ البورصة بأدائه الجيد مؤكدا أن طرح تلك الشركات بسوق المال والتداول بالبورصة أمر ايجابي للشركة حيث عرف المستثمرين بها وبدأت الشركة تتوسع في استثماراتها بالاضافة للعديد من الاخبار الايجابية التي أثرت علي أداء السهم بالايجاب

 

دينا جمال ـ شريهان مدينة:

منقول

0 تعليقات